جمع ابن ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم “بانهم ثمرة القلوب وقرة الأعين” وإنهم مع ذلك لمجبنة وبخله محزنه أي أن البنين يجبلون آباءهم ويجبنون خوفا من الموت فيصيب أبناءهم اليتم وآلامه، ويجعلونهم يبخلون فلا ينفقون فيما ينبغي أن ينفق فيه إيثارا لهم بالمال، ويجبلونهم يحزنون عليهم إن أصابهم مرض ونحوه.
قوله (والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة) القناطير جمع قنطار، واختلف أهل العلم في وزن القنطار وعدده، فقال بعضهم القنطار يزن ألف ومئتي أوقية، وعدده ألف ومائتنا دينار ذهب وأحسن الأقوال من قال أن العرب لا تحد القنطار بمقدار معلوم من الوزن ولكنها تقول: هو قدر ووزن فإذن هو المال الكثير وهذا باختلاف الزمان والمكان، ومعنى المقنطرة اضعاف القنطار يعني المال الكثير بعضه على بعض، قوله (من الذهب والفضة) يعني من معدن الذهب والفضة وهما معدنان معروفان يكون فيهما التداول في الأسواق، ويقول أهل العلم أن الذهب مأخوذ من الذهاب والفضة مأخوذة من الفض الشيء تفرق، ومنه فضضت القوم فانفضوا أي فرقتهم فتفرقوا وقالوا أن هذا يشعر بزوالهما وعدم ثبوتهما كما هو مشاهد في الوجود، ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى قول بعضهم في دنانير الذهب ودراهم الفضة:
| النار آخر دينار نطقت به |
والهم آخر هذا الدرهم الجاري |
|
| والمرء بينهما إن كان ذا ورع |
معذب القلب بين الهم والناري |
قوله (والخيل المسومة) هي الفرس وسمى بالخيل لأنه يختال في مشيه، والمسومة لها عدة معاني منها التي ترعى في المروج ومنها المعدة للجهاد، ومنها من لوسامة يعني رشيقة لها علاقة مميزة عن غيرها ويقال للرجل رجل وسيم وهي التي عليها ركابها ولجامها.
قوله (والأنعام والحرث) الانعام جمع نعم وهي الأزواج الثمانية التي ذكرها الله تعالى في سورة الأنعام من الضأن والمعز والبقر والأبل، والحرث هو الزرع، وأصل الحرث هو الفلاحة في الأرض يسمى الحارث أو الفلاح.

