قوله (آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ) يعني صدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فأقر بما أنزل إليه يعني بما أوحي إليه ربه من الكتاب القرآن الكريم وما فيه من حلال وحرام ووعد ووعيد وأمر ونهي.
قوله (وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ) يعني وصدق المؤمنون أيضا مع نبيهم بالله وملائكته وكتبه ورسله قوله (لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) أخبر الله بذلك عن المؤمنين أنهم يقولون: لا نفرق بين أحد من رسله يعني لا يفرق الكل منهم بين احد من رسله فيؤمن ببعض ويكفر ببعض ولكنهم كلهم يصدقون بجميعهم ويقرون أن ما جاءوا به كان من عند الله، وانهم دعوا إلى الله وإلى طاعته. قوله (وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) يعني وقال الكل من المؤمنين: سمعنا قول ربنا وأمره إيانا أمرنا به ونهيه عما نهانا عنه، واطعنا ربنا فيما ألزمنا من فرائضه واستعبدنا به من طاعته وسلمنا له، وقوله (غُفْرَانَكَ رَبَّنَا) يعني أغفر لنا ربنا غفراك كما يقال سبحانك بمعنى نسبحك سبحانك والغفران والمغفرة الستر من الله على ذنوب من غفر له وصفحه له عنه هتك ستره بها في الدنيا والآخرة وعفوه عن العقوبة عليه، وقوله (وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) يعني وإليك يا ربنا مرجعنا ومعادنا فاغفر لنا ذنوبنا.


