ينظر بكل إجلال وتقدير لأم وليد لأنها قدرت مسؤولياته وأشرفت على البيت والأولاد

د. المذكور لـ الوطن: قضايا الزواج والطلاق والضرة

والميراث وقطع الأرحام.. ظواهر يومية تتكرر في مجتمعنا

اسم الجريدة: الوطني تاريخ الإصدار: الاحد 27/8/2000 مكان الإصدار: الكويت رقم العدد: 8813/3259 أجرى الحوار: عادل العسكري: قال رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الإسلامية التابعة للديوان الأميري الدكتور خالد المذكور انه ومن خلال تصدره للإفتاء خلال العشرين سنة الماضية وجد ان هناك خللا وقصورا واضحا في العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة الكويتية وذلك من خلال كثرة الأسئلة التي تؤكد الخلافات بين جميع افراد الأسرة من زوج وزوجة وأبناء واحفاد. وذكر أن الأسئلة التي تتعلق بالزواج والطلاق والنزاع بين الورثة على التركة وقطيعة الارحام ومشاكل الزوجة الثانية تكاد تكون يومية، مشيرا إلى أن هذه ظاهرة متكررة في الكويت وخارجها. وأكد على أهمية التكامل والتنسيق بين وزارات الدولة ومؤسساتها المعنية ومنها وزارات التربية والإعلام والشؤون الاجتماعية والاوقاف والداخلية لمعالجة هذا الخلل والقصور في العلاقات الاجتماعية والاسرية والسلوك العام لأفراد المجتمع. وشدد على ان التكامل بين المؤسسات المعنية في التنمية الاجتماعية لا يعني سلب الاختصاصات للوزارات “وهذا ما التمسه خلال عضويتي للمجلس الأعلى للتخطيط وعضويتي للجنة الاجتماعية المنبثقة عنها”. ومضى الدكتور المذكور قائلا أن أسئلة الناس تنحصر في ثلاث فئات رئيسية تتمثل الأولى: في قضايا الاسرة والعائلة بأركانها من زوج وزوجة وأولاد والوالد والوالدة بالإضافة إلى موضوعات فرعية كالطلاق والزواج وتربية الأولاد واهمالهم يترك تربيتهم للخادمات وما يحدث من نزاع بين الورثة على التركة وما يحدث من قطيعة مستمرة بين ذوي الارحام ولسنين طويلة وتفضيل الزوج لاولاده من الزوجة الأولى دون أولاده من الزوجة الثانية، ومنع الوالد عن زيارة والدتهم او منع الوالد عن زيارة أولاده، وهذه الظاهرة متكررة داخل وخارج الكويت. وأشار إلى أن الفئة الثانية: هي الفئة التي تجهل الكثير من أمور الشريعة واحكام الدين والعبادات. أما الفئة الثالثة: فهي الفئة التي تتصل عبر الهاتف لتفضفض وتنفس عما يعانونه من ضيق وهم وحزن ولا يجدون من يفتح لهم قلوبهم لذلك، مشيرا إلى أن السائل يتكلم لمدة ربع ساعة يتحدث خلالها عن معاناته ومشاكله ثم يلحقه بسؤال فقهي بسيط “وأعطى لهذه الفئة من الناس المجال للفضفضة ليرتاحوا مما يخرجونه من ضيق في التنفس واشعر بمعاناتهم ولا أقول لهم انا مشغول وليس عندكم سؤال محدد”. ومضى بالقول “هناك من يقول لي عند زيارتي للدواوين يا شيخ تجيب على الأسئلة البديهية المعروفة وارد عليهم بالقول اجيب على كل الأسئلة البديهية والمعقدة”. وأكد على أهمية الإجابة على الأسئلة البديهية مشيرا إلى ان صاحب السؤال يؤرقه ويهمه سؤاله ويعتقد ان سؤاله هو اهم سؤال “وهذا ما اعلمه لطلبتي في كلية الشريعة وممن هم على وشك التخرج بأن يتسع صدرهم للاستماع لسؤال الناس عن أمور الشريعة حتى ولو كان في ابسط الأمور”. وذكر أن كثرة الأسئلة التي تدل على جهل الناس بالشريعة وأمور دينهم يحمل وزارة الإعلام مسؤولية بث الوعي الشرعي والديني عن طريق اعداد البرامج والمسلسلات والتمثيليات الهادفة والتي يتم من خلالها معالجة هذا الجهل بأمور الشريعة. وشدد على ضرورة زيادة البرامج الاجتماعية والدينية كبرنامج “الهمس جهرا” للأخ صالح البارود وبرنامج “البيوت السعيدة” الذي تبثه احدى القنوات الفضائية للأخ جاسم المطوع، والبرنامج التوعوي الذي يقدمه عبد الله الشيباني مشيرا إلى أن هذه البرامج تعالج قضايا اجتماعية وتربوية واقتصادية في اطار شرعي ديني. وأضاف ان المجال الثقافي في برامج تلفزيون الكويت يحتاج في ظني إلى جرعة أكبر مما هي عليه في الوقت الحالي. ونوه بأن التربية ليست وقفا على وزارة التربية بمفردها بل تمتد المسؤولية إلى وزارات الإعلام والشؤون الاجتماعية والعمل والداخلية والأوقاف “لأنها هي الجهات المسؤولة عن التربية كقضايا الاسرة وضياع الأولاد. وشدد على ضرورة ان يكون هناك تنسيق وتناغم بين ما يتعلمه الطالب في المدارس وما يشاهده من برامج في التلفزيون والفضائيات، “وهو ما يهمنا في اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الإسلامية”. واستدرك قائلا ان وزارات الدولة تفتقد التنسيق والتكامل إلى فترات طويلة الأمد فتجد التنسيق لأمور موسمية ومؤقتة ولحدث معين وينتهي التنسيق “على الرغم من ان خطط الدولة الخمسية تتحدث عن مسارات طويلة”. وقال الدكتور المذكور ان الكويت كدولة دينها الإسلام وتعد الشريعة الإسلامية مصدرا رئيسيا للتشريع عليها محاربة الظواهر الاجتماعية الغربية على تقاليدنا الاجتماعية وشريعتنا الإسلامية. وتساءل قائلا: “لم لا تبادر وزارة الاعلام من خلال الدول المشاركة بالقمر الصناعي العربي عربسات في الحد من البرامج والفضائيات التي تسبب الانحراف وإشاعة بعض السلوكيات العربية في مجتمعنا العربي والإسلامي ووضع مراقبة مستمرة على البرامج والمشاهد التي تظهر فيها المرأة شبة عارية لان ذلك من شانه اثارة المراهقين من الشباب”. وحول تجربته في الإفتاء خلال عشرين سنة الماضية في تقديم البرنامج التلفزيوني الأسبوعي “مع الإسلام” وبدايته ومراحل تطوره قال الدكتور المذكور أنه وبعد وفاة الشيخ عبد الله النوري في يناير 1981 والبرنامج التلفزيوني الشهير الذي كان يقدمه “رأي الإسلام” توالى على تقديمه عدد من مشايخ وزارة الأوقاف بالتناوب وهم كل من الشيخ محمد الأشقر والشيخ عطيه صقر، والشيخ حسن مراد مناع. وأضاف مستذكراً: “ان وزارة الإعلام عرضت علي تقديم البرنامج وبشكل دائم وثابت إلا أن مشاغلي كانت كثيرة حيث كنت اتولى آنذاك رئاسة قسم الشريعة والدراسات الإسلامية في كلية الحقوق، وقدمت حوالي أربع حلقات من باب المشاركة في تقديم البرنامج إلا أن المسؤولين في الوزارة ابلغوني برغبتهم في الاستمرار في تقديم البرنامج لأن الأسئلة الدينية المطروحة يتم اعداد الإجابة عنها بشكل جيد ومدروس”. وذكر انه ومنذ 1/10/1981 وهو موعد اول حلقة اذيعت لي بالتلفزيون لم اتوقف عن تقديم البرنامج إلا في أيام الغزو العراقي مشيرا إلى أنه كان من المقرر أن يتم بث حلقة من البرنامج يوم الخميس الثاني من أغسطس 1990 إلا أن الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت والتخريب والدمار الذي لحق بأجهزة وزارة الإعلام من إذاعة وتلفزيون أدى لتوقف البرنامج إلى ما بعد التحرير. ويستذكر الدكتور المذكور ضاحكا: “انه وخلال فترة الاحتلال التي ظللت خلالها داخل الكويت جاءت والدتي لتخبرني ان احدى السيدات الكويتيات الطاعنات في السن طلبت منها أن أتكلم للناس بالتلفزيون لاطمئنهم واخفف من وطأة الكارثة عليهم من خلال البرنامج الديني الأسبوعي واخبرتها والدتي بأنها ستبلغني بهذه الرغبة”. وأضاف قوله “اخبرت والدتي انه ليس لدينا الآن تلفزيون وإذاعة فكل هذه الأجهزة سيطر عليها العراقيون وهم لن يسمحوا أصلا بأن أتكلم عن الاحتلال وطمأنة الناس وتثبيتهم على الحق فتساءلت والدتي بكل عفوية إذا ما هي الطريقة لتهدئة الناس وطمأنتهم فرددت عليها لا يمكن ذلك الآن لأن التلفزيون بيد الاحتلال”. ومضى يقول انه وبعد الأسبوع الثاني من التحرير بدأ التلفزيون يبث بعض البرامج ومعظمها عن طريق الفضائيات المصرية وحسب الإمكانيات الموجودة مشيرا إلى أنه سجل أول حلقه له بعد التحرير في سرداب ديوانية الأخ عبد العزيز الغنام وحلقة أخرى تم تسجيلها في منزلي وذلك حتى تم تركيب الاستديوهات الرسمية في التلفزيون. وذكر أن البرنامج لا يزال حتى الان يقدم لمدة نصف ساعة وتلقيت العديد من الرسائل تدعو لزيادة مدة البرنامج ورسائل أخرى تدعو لتغيير موعد البرنامج من يوم الخميس إلى يوم آخر لأن الناس تذهب إلى الشاليهات في العطلة أو يكونون مشغولين خارج البيت مقترحين يوم الاثنين أول الثلاثاء موعدا بديلا للبرنامج. وأشار إلى أن نصف الساعة التي يقدم فيها البرنامج تستهلك منه يوم عمل كاملا، لأن الرسائل تصل أغلبها بالبريد عن طريق التلفزيون واقرأها واجد فيها قصصا طويلة وهذا كله يحتاج إلى بحث أحيانا بعض الكتب والمراجع للتأكد من بعض الفتاوى فاقترحت بديلا عليهم إذاعة البرنامج في يوم آخر بالإضافة إلى يوم الخميس لاعادة بثه وبالفعل تمت إعادة بثه في القناة الرابعة بعد أو قبل صلاة الفجر إلا أن ذلك توقف”. وقال “احرص خلال البرنامج على التنوع في عرض الأسئلة والاجوبة من خلال أسلوب ميسر للمسائل الفقهية المعقدة ليفهمها معظم المشاهدين” مشيراً إلى أن اغلب متابعي ومشاهدي البرنامج من كبار السن من الرجال والنساء. وذكر انه يحرص أيضا في البرنامج على التعقيب على الاحداث المهمة والمناسبات كذكرى الغزو العاشرة التي مضت والاجابة عن جميع الأسئلة التي ترد إليه عن طريق الفاكس الذي وضعته بعد التحرير وينتهي رول الورق في الفاكس خلال يومين فقط لكثرة الأسئلة إلا أنني غيرت بعد ذلك الرول إلى الورق العادي مشيرا إلى ان الرسائل التي ترد عن طريق التلفزيون والبريد قل عددها بعد تخصيص الفاكس. وقال أن الرسائل والاسئلة تأتي متنوعة ومختلفة في موضوعاتها فهناك الموضوعات العامة التي تهم كل الناس وهناك موضوعات خاصة جدا واجيب عنها بشكل شخصي كالقضايا الأخلاقية التي تحدث بين الزوج وزوجته وهناك بالإضافة إلى الأسئلة الشرعية مشاكل إدارية تعرض علي للمساهمة في حلها كالشكاوي ضد اشخاص أو البعض الذي يحتاج إلى واسطة خير. وأضاف انه، وعلى الرغم من انه منذ نحو عشر سنوات أو أكثر من تخصيص الخدمة الهاتفية في منزلي للرد على الأسئلة خلال فترة محددة تتراوح بين الساعة السابعة وحى الساعة التاسعة صباحا يوميا، لم يتوقف سيل الأسئلة الشرعية لذلك وجدت من المناسب إيجاد قنوات أخرى رسمية للمشاركة في الفتوى الشرعية فاقترحت على وزارة الأوقاف ومن خلال مشايخها تخصيص خدمة هاتفية لذلك وفعلا تم ذلك مشيرا إلى ان ذلك ساعد كثيرا في التخفيف عن الأسئلة التي ترد لي. وأشار إلى أنه استثمر عضويته في الكثير من اللجان والهيئات الشرعية المحلية والإسلامية كلجنة الفتوى بوزارة الأوقاف ورئاسة للجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الإسلامية وعضوية اللجنة الفنية للموسوعة الفقهية والهيئة الشرعية في بيت الزكاة في تبني بعض القضايا العصرية المستجدة والشائكة وطرحها لمناقشتها لإصدار فتوى شرعية لمعالجتها. وقال لا أفضل ان يكون برنامجي على الهواء مباشرة كبقية البرامج التي تبث على الجزيرة أو دبي مثلا لأن الأسئلة باعتقادي تحتاج إلى دراسة متأنية للإفتاء فيها ولا يكفي الإجابة المختصرة المباشرة عليها. وذكر ان كثرة التزماته في الجامعة واللجنة الاستشارية العليا والبرنامج التلفزيوني الأسبوعي الذي يقدمه وتجواله بين دواوين الكويت ألزمته تنظيم وقته ليتمكن من تغطية كل هذه المسؤوليات من دون أن يكون ذلك على حساب بيته وأولاده الذي تحملت مسؤوليتهم زوجته أم وليد حيث يقول “لم ادخل الجمعية التعاونية إلا مرة واحدة أيام الغزو فالزوجة هي المسؤولة عن متابعة أمور البيت وشراء الحاجيات بمساعدة الأبناء الذين كبروا وبدأوا يتحملون مسؤولياتهم. وحول الاجازات الصيفية والتمتع بها مع الأسرة خارج الكويت قال الدكتور المذكور: “ليس لدي الوقت الكافي لذلك فالوقت كله مخصص للعمل الشرعي والديني والافتاء، وحتى الرحلات الخارجية التي أقوم بها تأتي من باب المشاركة في الندوات او المؤتمرات الفقهية والشرعية. وفيما يتعلق بالوقت المخصص لأولاده وتربيتهم وتوجيههم وقال الدكتور المذكور ان ابني الأكبر وليد متزوج ولديه أبناء واخوه معاذ تخرج من كلية الحقوق، واختهما أيضا تزوجت، والبنت الصغرى مع والدتها واقوم على تربيتها بالتعاون مع والدتها. وأثنى وبكل عرفان وامتنان على زوجته ام وليد لأنها قدرت كثرة مسؤولياته ومشاغله، وقامت بدلا منه بالأشراف على البيت والأولاد “فجزاها الله خير الجزاء”.

Scroll to Top