الضوابط الشرعية للمزاح

علماء الشرع: انتشار المزاح بين الشباب بالشتم والسبّ واللعن والكذب.. حرام

نرى كثيرا من الشباب يلجؤون إلى السب والشتم أثناء مزاحهم، فهل هناك مزاح مباح وآخر غير مباح حتى ولو كان بين الأصدقاء القريبين من بعض؟ وهل يأثم صاحبه؟

طرحنا هذه الأسئلة على عدد من علماء الشرع الذين أفاضوا في الحديث عن المزاح وضوابطه وآثاره، فإلى التفاصيل: في البداية، يقول د.خالد المذكور: قال الله تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا – الإسراء: 53) أمر من الله عزّ وجلّ ألا ننطق إلا بالتي هي أحسن حتى لا يدخل الشيطان بيننا، وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأمزح ولا أقول إلا حقا» فلا يجوز المزاح بكلام فاحش أو محرم أو بالشتم والسب حتى لو كان على سبيل المزاح فلا يجوز. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ويل للذي يحدّث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ثم ويل له» ويقول صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».

أما المزاح المنضبط والذي يخفف عن النفوس ويلاطفها مرغوب فيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لامرأة: «لا يدخل الجنة عجوز» قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني لأمزح ولا أقول إلا حقا» كما مازح النبي صلى الله عليه وسلم طفلا حين مات عصفوره فقال له: «يا أبا عمير، ما فعل النُغير؟» فالمزاح مباح طالما لا يخرج عن حد الأدب ويبتعد فيه عن الشتم والسب والكذب وغيره.

من جهته، قال د.صلاح المهيني: الأصل في المؤمن أنه لا ينطق إلا بخير، يقول صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» فالأصل ان يكف المسلم لسانه عن الناس فضلا عن اقربائه وأصدقائه، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن من أسباب فسق الإنسان هو شتم أخيه المسلم، يقول صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر» وكثيرا ما يدخل الشيطان بين الناس من هذا الباب، فيحرش بين الناس ويوغر صدورهم، فحينما تعتقد أن الطرف الآخر يقبل الشتم من باب الضحك فأنت تفتح بابا للشيطان ليفسد العلاقة بينكما. وكم أفسدت الكلمات من علاقات وقطعت من أرحام، لذلك أقول حتى لو كان الطرف الآخر يتقبل مثل هذه الكلمات الا أن الشتم ليس من أخلاق المؤمنين.

وأكد الشيخ سعد الشمري أن المزاح مرغب فيه، وكان عليه الصلاة والسلام يمازح زوجاته ويمازح أصحابه ولكن المزاح ينضبط بالاعتدال والتوسط مثل الملح في الطعام، ولا يتضمن كذبا او ترويعا أو شتما وسبا أو ضررا، فهذا مما نهينا عنه، جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: «ويل له ويل له ويل له، قيل: من يا رسول الله؟ قال: الذي يكذب ليضحك الناس» وقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يحل لمسلم أن يروّع مسلما» وقال صلى الله عليه وسلم: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء»، لافتا إلى أن السب والشتم حتى ولو كان مزاحا فإنه يجلب الأحقاد والإحن، ويولّد العداوات والبغضاء، وهذا الشتم مزاحا يعد من السفه الذي يتنزه عنه كرام الناس، وقد جاء في الحديث أن هذا من علامات الساعة الصغرى التي جاءت على صيغة الذم والنهي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش».

Scroll to Top