تعرض بعض البنوك وضع مبلغ خمسين دينارا، عليها سحب وقد تصل الجائزة إلى مليون دينار، فما حكم تلك الجائزة؟
لقد ذكرت أكثر من مرة هذا الأمر، فإن مبلغ الخمسين دينارا يجعلها البنك عنده رهينة ويعطيك فرصة لتدخل السحب، لكن بشرط أن تبقى لديه ثلاثة أشهر وهو يستفيد من الخمسين، فالخمسون من مائة ألف من الأفراد كم تساوي؟ وبالتالي هذه الأموال التي جمعها يستفيد منها البنك ويستثمرها، لأن أي فلس يمر في الحساب الجاري أو من حساب التوفير لابد أن يستفيد منها، فإذا وضعت هذا المبلغ واستفاد منك البنك فهذا عبارة عن رهينة وقد تفوزين وقد لا تفوزين وبالتالي تستطيعين سحب المبلغ، وهذا من باب أكل أموال الناس بالباطل وهذا له صور، والربا إحدى صوره، كذلك الرشوة والقمار ينطبق عليهما أكل أموال الناس بالباطل، فإذا مثلا قال البنك أريد أن أعطي منحة لزبائني لأنهم وثقوا بي وأعطوني أموالهم، أريد إعطاء منحة لحساب التوفير، فبعضهم سحب وأموالهم عندي أستثمرها ويأخذون أرباحها مناصفة بيني وبينهم، فهذا جائز، أما أن يأخذ خمسين من هذا وخمسين أخرى ويجمعهم عنده ويستثمرها ويستفيد منها وبالتالي الذي وضع الخمسين أما يفوز وإما لا… فهذا مثل القمار، وهناك فتوى من وزارة الأوقاف منعت هذا وبالتالي نريد ألا يتجه الناس إلى الجشع المادي، عندما يعلنون عن المليون الأولى والمليون الثانية والثالثة والناس همها الكسب المادي وهذا التوجه توجه خطير… فالمال للتنمية ينفق ويؤخذ من عرق الجبين، من الحلال، وينفق فيما يرضي الله سبحانه وتعالى، كيف أحصل على مليون وأنا جالس مستريح، هذا لا يجوز، وهذه دعوة لإلهاء الناس بهذه الثروات، وانشغالهم عن أمور الحياة والعمل والكد.