في زمن «كورونا».. هل يجوز التصدق بأموال الحج للفقراء والمتضررين؟

بعد إلغاء موسم الحج هذا العام بسبب تفشي فيروس كورونا الذي خلّف آلاف العاطلين عن العمل ومن تضرر ماديا، وتضاعف عدد الفقراء. فهل التبرع بأموال الحج على المحتاجين وتفريج كربهم يجوز؟

وهل من ادخر مالا للحج ولم يتمكن لهذه الظروف من أداء فريضة الحج أو النافلة يحصل له الأجر بالنية؟ هذا ما يوضحه علماء الشرع.

يقول د.خالد المذكور: من رصد مالا للحج في هذه السنة، وقد سبق له تأدية حج فريضته، فأنا أدعوه وأحثه ليتصدق بهذا المال للمحتاجين في هذه الجائحة الصحية، وله ثواب الحج إن شاء الله.

الأمر فيه سعة

ويضيف د.خالد المرداس: من كان ناويا للحج وقد جمع له مالا لأداء فريضة الحج نقول وبالله التوفيق ونذكر بحديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» فبين هذا الحديث أن الثواب والأجر يكون على صدق النية وإخلاصها لله رب العالمين، والله جل وعلا هو أعلم بما في النوايا والنفوس من حب الخير وعمله.

وأما بالنسبة للمال وإنفاقه فله وجوه عدة منها: أن تنفق المال على أهل بيتك وهو من أعظم الإنفاق في سبيل الخير، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم «دينار أنفقته في سبيل الله ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسلمين، ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك» أو أن تفعل به مشروعا خيرا لك ولأسرتك كبناء مسجد أو حفر بئر ماء أو كفالة داعية، والأمر فيه سعة، أو لك أن تحتفظ به إلى السنة القادمة بإذن الله وتحج به وهنا يكون قد حصل المطلوب والمقصود وفازت النية الصادقة وأصبت الأجر والثواب بإذن الله.

دعوة طيبة

يقول د ..بسام الشطي إن الدعوة للتصدق والعمل الصالح وبذل العطاء في كل وقت وليست محصورة في أموال الحج والتجارة مع الله تجارة لا تبور، وهذه مواسم عظيمة ينال العبد الأجر والمثوبة لكفالة اليتيم والسعي على الأرملة والمسكينة وسد رمق الجوع وتفريج كرب المكروبين وسداد ديون الغارمين وإخراج الناس من الظلمات إلى النور بدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، وتزويج الأيامى والصالحين، وعلاج المرضى وتعليم الجاهل وكسوة الفقراء وإيجاد السكن لمن ليس لديه، فهذا من التعاون على البر والتقوى.

وأكد د.الشطي أن المهم في ذلك استحضار النية بأنه عازم على الحج وحالت دون ذلك ظروف الجائحة، فهذا ينال أجره كاملا غير منقوص لكن لا تسقط عنه الفريضة لأنه لابد أن يؤديها.

وقال: إن الدعوة لمن رصد مالا للحج في هذه السنة كما يقول د.المذكور وقد سبق له تأدية حج الفريضة ولن يستطيع الذهاب بسبب وباء كورونا له وتصدق بهذا المال، فهذه دعوة طيبة.

ينال أجر الحج

يضيف د.مشعل العنزي: من جمع مالا ليحج ولم يتمكن بسبب ظروف الجائحة وقد حج من قبل فله أن يتصدق بالمال ويكتب له أجر الصدقة بهذا المال لمساعدته المحتاجين فهم في أشد الحاجة بسبب ظروف «كورونا» وقد تعطلت الأعمال وقل المال، والله لا يضيع أجر المحسنين، أما بالنسبة للحج فبإذن الله ينال أجر الحج بالنية لقول النبي صلى الله عليه وسلم «إنما الأعمال بالنيات».

الأعمال بالنيات

يقول د.سعد العنزي: لا حرج في الأمر، فيجوز له أن يتصدق بهذا المال للمحتاجين الفقراء بسبب تعذر أداء موسم الحج هذا العام بسبب الجائحة، وإنما الأعمال بالنيات.

يدخر مال الفريضة

بدوره، يؤكد الشيخ صالح الغانم أنه: إذا كانت حجة الإسلام فعليه أن يحتفظ بالمال المدخر للحج ليتمكن من أداء حج الفريضة، وإذا كان حج النافلة فالأولى أن يتصدق على المحتاجين.

يجوز

ويضيف الشيخ سعد الشمري: يجوز بل يستحب أن يتصدق بالمال الذي ادخره المسلم للحج هذه السنة أو يتصدق ببعضه إذا كان حج تطوع لما يغلب على الظن حاجة كثير من الناس إلى المساعدات والزكوات والصدقات لتعطل أعمال كثير منهم أو يسهم بما فيه من مواجهة لهذا المرض الوبائي، وأعني «كورونا»، والله المستعان.

Scroll to Top