يجب محاكمة الإرهابيين والأخذ على أيديهم
نحن أمام خطر كبير فلنبتعد عن تصفية الحسابات

 

المحافظة على الوطن مسؤولية الجميع وهدفنا نشر الوسطية والاعتدال بين صفوف الشباب

الحوار الفكري أهم وسائل تغيير انحرافات المتطرفين التي تدمرهم وتجلب العار لمجتمعهم

نؤيد وندعم العمل الخيري وربط المناهج بتشجيع الإرهاب خطأ كبير

أعمال العنف والبغي مرفوضة شرعا مهما كانت نوايا ودوافع مرتكبيها

  • ليلى الشافعي

أكد رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية د. خالد المذكور أن الكويت كانت سبَّاقة في وأد الإرهاب قبل أن يعظم أمره بشهادة العالم العربي والإسلامي.

وقال في المؤتمر الصحافي الذي عقدته أمس اللجنة الاستشارية حول الأحداث الإرهابية الأخيرة والذي حضره الأمين العام د. أيوب الأيوب والمدير الإعلامي عصام الفليج ومحمد الكندري وجميع الصف المحلية، شهدت دولتنا الحبيبة في الأيام الماضية أحداثا جساماً قامت بها فئة باغية تتبنى فكر الضالين وتأويل الجاهلين وسعت إلى ترويع الآمنين وسفك دماء الأبرياء، خروجا على قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.

وبَيَّنَ أن اللجنة أكدت أن أعمال العنف والبغي والحرابة مرفوضة شرعاً، مهما كانت نوايا مرتكبيها ودوافعهم وأن من حمل السلاح فهو محارب، ويجب أن يأخذ جزاءه. وقال د. المذكور لقد ركزنا في البيان الذي أصدرته اللجنة على ضرورة محاكمة الإرهابيين والأخذ على أيديهم وفق قوانين الدولة وأنظمتها.

وقال: إن هذه الأحداث أكدت متانة المجتمع الكويتي وترابطه والتفات الشعب حول قيادته في منظومة رائعة لم يشذ عنها أحد، كما أثبتت هذه الأحداث سلامة الكويت وحصانتها ضد أي تطرف وشذوذ، فقد رفض ـهل الكويت جميعا بكل شرائحهم وتوجهاتهم وأطيافهم أعمال العنف والإرهاب وقد اتضح ذلك جليا من خلال الرفض والاستنكار الشعبي، ومن خلال التطبيق العملي عن طريق تقديم المساعدة والتسهيلات لرجال الامن بل ومن خلال استعداد الجميع للمساهمة في حفظ أمن الوطن واستقراره.

وزاد: كما أكدت اللجنة أن على وسائل الإعلام مسؤولية وطنية، والتزاما مهنيا لرص الصفوف وتوحيد الجهود بما يؤدي إلى مزيد من الترابط وتماسك النسيج الاجتماعي، كما تؤكد اللجنة على موضوعية الإعلام وتحري الدقة والتثبت وعدم الاستعجال امتثالا لقوله تعالى: “وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى” وقوله تعالى: “وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى”.

واستطرد د. المذكور في ذكر البيان الذي أصدرته اللجنة فقال: نحمد الله عز وجل الذي وفق رجال الأمن في الكشف المبكر عن المتطرفين والإرهابيين وعلى التعامل السريع مع الأحداث الطارئة والغريبة على مجتمعنا المترابط المستقر وندعو الله سبحانه وتعالى أن يُنْزِلَ من ضحى بنفسه أعلى منازل الشهداء وأن يَمُنَّ على الجرحى بالشفاء.

كذلك تؤكد اللجنة على دعم دور مؤسسات العلم الشرعي، وعلى نشر العلم الشرعي السليم المستقى من مصادره الصافية النقية – ومعالجة أسباب الغلو والتطرف في مهدها قبل أن تستفحل ويعظم أمرها – كهيئة الفتوى، كلية الشريعة، اللجنة الاستشارية، مؤسسات النفع العام كلها وقفت صفاً واحداً في مواجهة أي خطر يمس أمن المواطن.

مشيراً إلى أن المحافظة على الوطن مسؤولية الشعب بجميع أفراده وأسره ومؤسساته، ومؤكدا أن المجتمع الكويتي بحكم عاداته وأعراقه طارد للغلو والتطرف، لأنه مجتمع الوسطية والعدل والتسامح ونصرة المظلوم، والكويت دولة المؤسسات والقانون لذلك سرعان ما ينكشف التطرف والشذوذ ويذبل ويموت، ولذا وجب أن نتمسك بأعراف هذا المجتمع ونحافظ على مكتسباته ونظامه.

وشددت اللجنة في بيانها الذي تحدث عنه د. المذكور على توجيه المجتمع الكويتي في التمسك بالوحدة الوطنية على المستوى الرسمي والشعبي، مواطنين ومقيمين استهداء بأحكام الشريعة الإسلامية نبراسا للعدل والأمن والسلام والوسطية والاعتدال واستجابة لقوله تعالى: “وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا”، وتابع حديثه قائلا: وتحقيقا لمنهج الوسطية والاعتدال فقد حرصت اللجنة في أعمالها على تهيئة الأجواء لاستكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في جميع المجالات، وعلى مراعاة واقع البلاد ومصالحها من خلال وضع خطة علمية مدروسة، أصلها ثوابت وقيم الكويت، وفروعها مراعاة التعامل مع المتغيرات وسبيلها الدعوى إلى الله بالحسنى وسياجها الوحدة الوطنية.

وحول ما قام به شباب في عمر الزهور بأعمال لا تمت للإسلام بصلة، علق د. المذكور على ذلك بقوله: لقد كانوا من الشباب الذين ألهبت مشاعرهم ببعض الخطب الرنانة وما يرونه في الفضائيات أن هناك جماعة إسلامية تحمل شعار لا إله إلا الله في العراق أو أفغانستان تقطع الرؤوس تحت اسم الله الذي هو بريء من تلك المجازر وهذه الأعمال ليست من الإسلام في شيء.

وأشار إلى ضرورة وجود حوار فكري يحمي شبابنا من هذه الملوثات التي تدمرهم وتدمر مجتمعهم.

وردا على سؤال ربط الإرهاب بالأعمال الخيرية في البلاد شدد د. المذكور على أن اللجنة تدعم كل أعمال الخير وأن هناك تعاونا مع الجمعيات الخيرية واللجنة وقال: لقد شرفونا باللجنة وطرحت الأفكار مع رؤساء اللجان والمتمثلة في العم يوسف الحجي رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وبيت الزكاة وغيرهم ممن يؤتمن عليهم في قيادة هذا العمل الذي كان وما زال نافعا للكويت وأهلها وخارج الكويت ويعتبر أحد الروافد التي اشتهرت بها الكويت.

وشدد على أن لجنة العون المباشر أثبتت وجودها في القارة الأفريقية ولولا عملها هناك لما كان أحد يعرف ما هي الكويت، مما جعل الجميع يتعاطف معنا في محنة الغزو وقال: نحن نؤيد وندعم العمل الخيري إذا كان هناك تنظيم وترتيب نرحب به ونشجعه، ولكن هناك فرق بين التنظيم والتحجيم، وبين الهجوم، لابد أن يكون الكلام بموضوعية والهجوم مرفوض.

واعتبر أن تصفية الحسابات والطعن في الآخر خطر كبير، مؤكدا ضرورة التلاحم والتكاتف ونبذ الخلافات، كما نسيناها أيام الغزو العراقي فأصبحنا في وحدة قوية نتيجة لتكاتفنا وتعاوننا أمام خطر يواجهنا ولذا لا بد أن نتحد وألا يكون هناك تصادم، ومن ينتقد ينتقد بموضوعية حتى لا يكون هناك تفخيم وتحجيم، كما لا بد من الحوار مع هذه التيارات؛ لنكون صفا واحدا ووحدة واحدة.

وحول دور اللجنة في مواجهة التطرف، أكد د. المذكور أن هناك اقتراحات للتفاعل مع هذا الحدث من خلال فعاليات تعرض على اللجنة العليا بأن تقام مؤتمرات وندوات وزيارات لبعض الشخصيات وتعاون مستمر مع وزارة الأوقاف والتربية وسوف تعرض يوم السبت القادم للتنسيق مع الجهات.

وطالب المواطنين والمقيمين أن يتحملوا الإجراءات الأمنية للحفاظ على الأمن العام، خاصة أن الإرهاب أموره كثيرة وإن هدأت خلية، فقد تقوم خلية أخرى وما زالت الأمور تحت الترقب والسيطرة من جميع الفئات الرسمية والشعبية كما طالب بالتمسك بالوحدة الوطنية والتبليغ عن أي شيء فيه تهديد لأمن وسلامة المجتمع من المواطنين والمقيمين.

ونوه إلى لجنة مكافحة الإرهاب والتطرف التي أقامتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ونحن على استعداد للمساهمة والدعم إذا طُلب منا ذلك في أي وقت ومع أي جهة.

وحول تطوير المناهج وهي هي مرتبطة بالإرهاب؟ أكد د. المذكور أن هناك لجانا لتطوير المناهج وتعديلها بشكل مستمر ودائم، أما إذا ربطت المناهج بالإرهاب فهذا ربط غير صحيح لأن تعليم التربية الإسلامية والسلوك الإسلامي والتفسير والأحاديث وشيء من الفقه لا يمكن ربطه بالإرهاب، وقال: مناهجنا لا تؤدي إلى الإرهاب، فالإرهابيون قد تلقوا ثقافتهم من أناس ليس لهم صلة بالعلم الشرعي الصحيح فنحن نشرك المختصين وأصحاب الرأي ووزارة التربية والوزارات المعنية في منهج التربية الإسلامية.

وبخصوص قانون منع النقاب: أكد أنه قانون جيد لا بأس به حتى يقضى على من يتحايل ويرتدي زي النساء، كما حدث في أم الهيمان وقال: لا بأس بأن تكشف المرأة عن وجهها لضرورة، وأشار بتزويد قوى الأمن ببعض النساء ليقمن بالكشف على المنقبة اما إذا كشفت المنقبة على وجهها فحكمه شرعا لا بأس به.

Scroll to Top