خواطر صائم

مسؤولية الدعاة

بقلم: د. خالد المذكور

يحسب كثير من المسلمين، وأخص المثقفين منهم، ان إقامة مجتمع يتوفر فيه العيش الكريم وتكافؤ الفرص، وكثير من هذه المظاهر الدنيوية هو هدف الإسلام فقط. وينسى هؤلاء ان الدنيا مربوطة بالآخرة، وان هدف الإسلام هو تعمير الحياتين: الحياة الدنيا والحياة الآخرة. والمسلم يجب ألا ينسى هذه الحقيقة وهذا التصور، وذلك حتى تكون دعوته إلى تطبيق الإسلام نابعة من هذا التصور، منسقة مع هذه الحقيقة، ولا يكون تبعا لكل صوت، ولكل ناعق، أو لصاحب مصلحة آنية. فالمسلم متميز الشخصية، واضح المسلك، مستقيم الطريقة والوسيلة والهدف، مدرك لمصيره، واع لصيرورته، وهو في سبيل بلوغ هدفه لا يلتفت إلى صيحات هناك في اقصى اليمين، ونعيق هناك في أقصى اليسار، بل لديه من الفكر الثاقب والرأي الصائب، والثقافة العالية، والبصيرة النافذة المتمكنة مع الهمة العالية بتوفيق الله وسداده ما يجعله يسير في دعوته على أسس واضحة متميزة. إذا أدرك المسلمون هذه المعاني وخاصة الدعاة منهم فإن توفيق الله ونصره ان شاء يكون معهم يثبتهم ويقويهم. وليعرف الدعاة إلى الإسلام ووسائل الاحتواء متعددة الاشكال، كثيرة الألوان، براقة مغرية، قد يسيل لها اللعاب، وتتوق إليها النفس، ويرنو نحوها القلب، ولكن الهتاف العالي بقول الله تعالى: “قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وانا أول المسلمين”، مانع ورادع عن كل محاولات الأعداء، وتصورات الجهلة، هدانا الله سواء السبيل.

Scroll to Top