هناك بعض الظواهر الغربية وهو إفطار الزوج عمدا دون عذر شرعي فهل يجوز للزوجة أن تقدم الطعام لزوجها؟
استهانة بفرائض الشرع
٭ يقول د.خالد المذكور: فرض الله سبحانه وتعالى صوم رمضان على كل مسلم مكلف ولا يجوز الفطر إلا بعذر شرعي، ومن أفطر يوما عامدا فقد خالف أمر الله سبحانه وتعالى، وعلى الزوجة التي يفطر زوجها ألا تقدم له الطعام إذا كان أفطر بغير عذر لمرض أو سفر، أما إذا كان هناك عذر لمرض مثلا، فتقدم له الطعام دون الجهر بذلك أمام أولاده، الذين قد لا يعلمون ويتساءلون خاصة وإن كانوا يتدربون على الصيام.
أما إذا أفطر الزوج عمدا فلا تقدم له الزوجة الطعام حتى لا تشجعه على المعصية لقوله تعالى: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) ولابد للزوجة أن تبدأ بالنصيحة لعل الله يهديه، وأن تذكره دائما بأن الصوم ركن من أركان الإسلام يجب على المسلم البالغ العاقل القادر عليه، وأن من ترك هذا الركن مع اعتقاد وجوبه وفرضيته فقد ارتكب إثما كبيرا، وأن تذكره بأنه القدوة لأبنائه ولابد لهذه القدوة أن تكون مثالا صالحا حتى يتأسوا به، فإن لم يستجب وطلب منها إعداد الطعام فلا تعده له ولا يحق للزوج أن يأمرها بذلك، فإفطار الزوج في رمضان من غير عذر يعتبر استهانة بفرائض الشرع.
نصائح
ويضيف أستاذ علم النفس د.صالح الشويت إن الزوج المفطر في البيت الصائم مشكلة لأي زوجة حريصة على دينها وتربية أولادها لأنه يتحول إلى موقف شديد الصعوبة في مرحلة التنشئة الاجتماعية لأولادها خصوصا في مرحلة المراهقة لأن هذه الفترة هي فترة تذبذب وتشتت في الأفكار بين الخطأ والصواب والحلال والحرام ويكون الشاب أو الفتاة في مرحلة تكوين المبادئ التي يعيش بها بعد ذلك فينظر الشاب الى والده ويتساءل هل الأم على خطأ أم الأب؟ وتزداد المسألة تفاقما مع تعرض الأبناء لوسائل التنشئة الاجتماعية المحيطة بهم ومن وسائل إعلام ومسجد ومدرسة وأصدقاء فيجدونها لا تسير على نهج الأب مما يثير داخلهم تساؤلات كثيرة حول أسباب تمرده وعصيانه.
وينصح د.الشويت الزوجـة لتغيير سلوكيات زوجها الخاطئـــة فيقول: على الزوجـــة مشاركة الزوج في الإكثار من قـــراءة القـــــرآن الكريم والأحاديث الشريفة وكتب العبادات وألا تخلق الزوجة النكد وأن تبتعد عن أسلوب النقد العقيم والتأنيب بسبب أفكاره لاسيما أمام الغير حتى لا يتمادى في سلوكه، كما على الزوجة معرفة أن الخلافات الزوجية تؤدي إلى أنماط السلوك المضطرب لدى الأبناء فلا داعي لتشويه صورة الزوج أمامهم، وعندما تشعر الزوجة بأن زوجها غضب أثناء محاولته الصيام فعليها التزام الرقة والحنان لضمان سيطرته على أعصابه واستمراره في المحاولة، وليعلم كل مفطر في رمضان أنه حرم من خير كثير وبركات في شهر الخيرات.
ويضيف الباحث خالد العبدالله: فإذا ما ابتليت الزوجة الصالحة بزوج مفطر دون عذر أو مرض فيجب في البداية ان تنصحه وتبين له ان استقرار الأسرة يعتمد أساسا على تطبيق شريعة الله عز وجل، وتذكر له حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أفطر يوما في رمضان من غير رخصة رخصها الله له لم يقض عنه صيام الدهر كله وإن صامه» وبهذا يكون لها الثواب الكبير عند الله لأنها تقاوم المنكر وتدفع عنه العذاب وتساعده على تأدية عبادة الصوم.
ويرى العبدالله أن على الزوجة أولا أن تعظ زوجها وتذكره وتناقشه مناقشـــــة هادئة فيها جانب اللين لعلــــه يرتدع، وعليها أيضا ألا يـــــرى أولادها والدهم حتى لا يكــــون قدوة سيئة لهم، وعليها أيضــــــا ألا تملّ من محاولة إقناعه بأهميـــة الصوم وتقنعه بأن إفطاره إثم ومخالف للشرع ولمبادئ الإسلام.