هل عقد الزواج في رمضان محرم؟ يعتقد الكثير من الناس خطأ ان الزواج في رمضان حرام، مما يدفعهم الى تأجيل الزواج الى العيد. حول الاعتقاد بحرمة الزواج في رمضان وتأجيل الزواج الى العيد.. نتعرف على الإجابة من خلال هذه السطور:
في البداية، سألنا د ..خالد المذكور عن: هل عقد الزواج حلال أم حرام في شهر العبادة، شهر رمضان، فأكد أن عقد الزواج في رمضان مثل بقية الشهور حلال، ولكن الأفضل كما تعودنا أن يكون بعد الانتهاء من شهر الصيام، وعلل المذكور ذلك بقوله: إن الزواج في بدايته كما يقولون «شهر العسل» وأن الزوجين في بداية حياتهما الزوجية في شهر رمضان فإن الرغبة الجسدية قد تتغلب على إرادتهما وتدفعهما إلى الإفطار بالاتصال الزوجي بينهما، والصوم أساسا فرض لتربية الإرادة الإنسانية وتقويتها لتبتعد عن المعاصي وتتقرب إلى الله بالطاعات، وهذا هو المعنى الذي بينه القرآن الكريم عندما تحدث عن الصوم، وبين الله عز وجل أنه قد شرعه لنا ليحدث في نفوس الصائمين ما يبعدهم عن المعاصي ويقربهم من الطاعات وهو معنى «التقوى» فالله سبحانه وتعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» ومعنى التقوى اتقاء عقاب الله تبارك وتعالى ولا يكون ذلك إلا بالامتثال لأوامره واجتناب نواهيه.
فالمسلم إذا صام سواء كان ذلك في أول زواجه أو بعد ذلك بكثير أو قليل مطالب بتقوى الله في السر والعلن، والصوم وسيلة إلى حدوث هذه التقوى، وقد ينساق الزوجان لأهوائهما في شهر رمضان ولا يستطيعان مغالبة الهوى والتحكم في الإرادة.
ومما يؤيد هذا أنه مع كون الله عز وجل خلقنا ونحن نميل إلى التعجل في كل شيء، ومع ذلك فهو يأمرنا بألا نتعجل، فقال سبحانه : {خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون}، وهذا يدل على أن الإنسان مكلف بمغالبة هواه وضبط نفسه، وإخضاعها لأحكام الشرع.
وعقد الزواج لا شيء فيه، لا من تحريم ولا كراهة في شهر رمضان أو غيره.
فرحة العيد
وعن تفضيل معظم الناس بعقد القران في الأعياد، قال المذكور: لا يوجد في الشرع ما يبين أن للعيد أفضلية في عقد الزواج على أي يوم من الأيام الأخرى، إنما يقصد الناس عادة أن يجمعوا بين أنواع الفرح المختلفة في وقت واحد، فأيام العيد هي أيام فرح وسرور، فيريد الكثير من الناس أن يجمعوا بين هذه الفرحة وفرحة الزواج ويستبشرون كنوع من التفاؤل في أيام فرح هي أيام العيد.
التأجيل أفضل
ويؤكد د ..بسام الشطي أن الشريعة الإسلامية لم تنه عن الزواج في شهر رمضان ولا في أي شهر من الشهور وأن الزواج جائز في أي يوم من السنة فإن كان الصائم يملك نفسه ولا يخشى أن يقوم بفعل ما يفسد صيامه فلا حرج عليه من الزواج في رمضان، ولكن هناك من يبدأ حياته الزوجية في رمضان ولا يستطيع الامتناع عن زوجته ويخشى الوقوع في انتهاك حرمة الشهر الكريم فيقع في الإثم مع وجوب القضاء والكفارة المغلظة وهي عتق رقبة فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا وإذا تكرر الجماع في عدة أيام تكررت معه الكفارة بعدد الأيام، وأنصح من يريد الزواج أن ينتظر بعد رمضان حتى لا ينشغل عن العبادة وتلاوة القرآن وقيام الليل ونحو ذلك من العبادات.