مهرجان الصلاة معراج المؤمن

الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه المبين (وبشر المخبتين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، والصابرين على ما اصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون).

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، الذي أمره ربه بقوله سبحانه وتعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين).

أيها الأخوة والأخوات، ضيوفنا الاعزاء..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..

فأتشرف برعاية هذ المهرجان في استقبال شهر رمضان درة الشهور على مدى الدهور داعيا الله سبحانه أن يجزي كل من له يد ووقت وجهد ومال في اخراج هذا المهرجان الذي اصبح من سمات أهل الخير والإحسان والفضل والامتنان في هذا البلد الخير سائله سبحانه أن يبارك في الوقت والجهد والمال وأن يؤتي ثماره يانعة مزهرة تليق بدرة الشهور وأن يتقبل صيامنا وقيامنا وقراءة قرآننا.

أيها الأخوة والأخوات..

إن اختيار عنوان هذا المهرجان الرابع “الصلاة معراج المؤمن” شعارا لدرة الشهور اختيار …. عن الصلة الحميمة المتلاحمة مع شهر الصيام، فالمعراج يحمل معاني الارتفاع والإرتقاء والصعود والعلو، والصلاة هي معراج الروح والسبيل إلى رضوان الله، والمخبتون والتائبون والمنيبون يتخذونها وسيلة الزلفى، والصلاة هي تلك التجارة التي لن تبور بقول الله سبحانه عن المنيبين (منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين) ويقول ربنا سبحانه عن التجارة التي لن تبور والتي كانت من أعظم أركانها إقامة الصلاة (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور).

ورمضان هو كذلك شهر الارتقاء والعلو والصعود عن الشهوات والرغبات في أيام معدودات لتقوية الإرادة وتهذيب النفس ومراقبة الله سبحانه وتعالى.

أيها الأخوة والأخوات: في شهر رمضان شرعت صلاة القيام بعد صلاة العشاء كل ليلة من ليال رمضان، وشرعت صلاة التهجد في العشر الأخير من رمضان بعد منتصف ليلة وفي شهر رمضان يتعود المسلم على ارتياد المساجد وحضور صلاة الجماعة وعلى الأخص صلاة الفجر بارتباطها ببدء صيامه وتأخير سحوره، وكذلك صلاة العهد لخفة معدنه ونشاطه فرمضان والصلاة في المساجد متلازمان ومتعانقان.

إن الاهتمام بالصلاة أداء وإحسانا وإتقانا يأتي لعظم رسالة الصلاة التربوية والخلقية في حياة الفرد وحياة المجتمع ولذا ينبغي أن نبذل في سبيلها الأوقات والجهود والأموال، وأن يتكاتف الجميع من اعلاميين وخطباء ومعلمين من أجل إحياء الصلاة في الأمة الإسلامية حتى نحسن أداءها ونطبقها سلوكا في حياتنا ترجمة عملية لقول الله تعالى …. (ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون) والصلاة عماد الدين وأساس الإسلام وهي الركن الوحيد الذي يتكرر خمس مرات في اليوم والليلة، وهي أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح سائر عمله وإن فسدت فسد سائر العمل وهي آخر ما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: الصلاة الصلاة..

أيها الأخوة والأخوات: لا يفوتني في هذه المناسبة المهمة ونحن نتحدث عن ركنين عظيمين من أركان الإسلام أن نتذكر ركنا مهما في الدعوة إلى الله في هذا البلد الطيب منذ أكثر من ثلاثين سنة وهو الشيخ حسن أيوب رحمه الله وأسكن فسيح جنانه، والذي كان له أثر طيب في مسيرة الدعوة الإسلامية بين أهل الكويت.

وفي الختام أشكر لضيوف هذا المهرجان استجابتهم راجيا لهم إقامة سعيدة بين أهلهم وإخوانهم، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ووفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

Scroll to Top