الصيام يؤجل الشيخوخة

بقلم: د. أحمد شوقي إبراهيم

لما كان الصوم رياضة روحية وتزكية للنفس البشرية فقد فرضه الله تعالى على أهل الكتاب في الأمم السابقة على الإسلام، مصداقا للآية الكريمة “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”. فالصوم ضروري لصحة النفس وطهارة الروح، اما عن صحة البدن فالصوم مفيد للجسم، لأن الجسم يأخذ كفايته من الطعام والشراب كل يوم وقت الإفطار والسحور، فلا يشكو نقصا في أية مادة غذائية، وأثناء الصيام تستريح أجهزة الجسم من جهاز هضمي، كما أن عسر الهضم يختفي والامراض المزمنة في الجهاز الهضمي تخف حدتها، وضغط الدم يقل فيخف بذلك العبء على القلب، وغير ذلك كثير. والشيخوخة في الانسان لا تتوقف على العمر وحده فكم من شيخوخة حدثت في إنسان يعيش مقتبل العمر وكم من جسم ظل محتفظا بشبابه وحيويته وقد بلغ من الكبر واشتعل منه الرأس شيبا. أما الذي يسبب حدوث الشيخوخة في الجسم في معظم الأحوال فهو تصلب الشرايين حتى أن عمر الانسان الحقيقي من الناحية العلمية، هو عمر شرايينه ودرجة صحته، وليس بعدد السنين التي قضاها في الحياة. والذي يساعد على احداث تصلب الشرايين ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الدهنيات واملاح البوريك في الدم، وهذه كلها تقل اثناء الصيام، لكنه إذا استمر أياما متواصلة فأنه يحدث اضطرابا في الاملاح، وبالتالي اضرارا صحية لكن الصيام في الإسلام هو ساعات معدودات فقط ومن شأنه تنظيم مستويات الاملاح والدهنيات وغيرها في الجسم ولا يقلل حتى مستوى السكر في الدم إلى درجة غير طبيعية اثناء الصيام، فالسكر الحيواني في الكبد كفيل بأن يعطي الجسم كفايته من السكر أثناء الصيام، حيث نفهم من ذلك ان الصيام يؤجل الشيخوخة ويطيل فترة الشباب والحيوية في جسم الانسان.

Scroll to Top