د. خالد المذكور
بحلول شهر الخير واليمن والبركة تزداد أسئلة القراء واستفساراتهم حول كثير من المسائل التي تشغل بال الصائمين فكان من الضروري أن نعرض لقارئ “الإيمان” موقف الشرع الحنيف من مختلف الأحكام الشرعية المتعلقة بالصيام وقد تفضل فضيلة د. عجيل جاسم النشمي بتوضيح مسائل الصيام من واقع أسئلة القراء.
صيام ستة أيام من شوال سنة مؤكدة
قارئة تسأل عن طريقة قضاء خمسة أيام أفطرتها، وعن الصيام في شوال؟
اختلفوا في الفدية وهي إطعام مسكين عن كل يوم نصف كيلو تقريبا وقد يزيد قليلا، فإذا فعلت الفدية فهو الأحسن مع الصيام قطعا وإن تركت الفدية فلا حرج إن شاء الله، ولكن يجب عليك القضاء.
أما عن سؤالك الثاني فاعلمي أن صيام ستة أيام من شوال سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم وليست واجبة، فإن تيسر لك صيامها فصوميها ولو حالت الظروف دون ذلك فليس عليك شيء إن شاء الله.
لا يجوز
هل يجوز للمسلم أن يقدم الطعام أو الشراب لأناس لا يصومون في نهار رمضان من دون عذر؟
إذا كان المسلم مفطرا في نهار رمضان من دون عذر فيحرم على المسلم أن يقدم له شيئا من المفطرات لأن الله تعالى حرم ذلك بقوله: “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان”، وتقديم الطعام والشراب لفاطر عمدا دون عذر فيه معاونة على الإثم والعدوان وانتهاك لحرمة هذا الشهر العظيم.
وأود أن أبين أن هناك من أصحاب الأعذار المبيحة للإفطار كالحائض والنفساء يأكلن ويشربن جهارا أمام أولادهم الذين لا يفقهون سبب عدم صيامهن مما يسبب لهم انشغالا في تفكيرهم وهم يرون أمهاتهم في نهار رمضان لا يصمن كما أن بعضهم أو بعضهن لا يراعون حرمة هذا الشهر الكريم بأحاديث الغيبة والنميمة بحجة أنهن أو أنهم مفطرون بعذر أو بأعذار.
وهذا طبعا لا يجوز، فمن كان صاحب عذر أو صاحبة عذر فلا يجاهر بالفطر في نهار رمضان ويتستر عند أكله أو شربه محافظة على جلال هذا الشهر.
هل يحق للمسلم إخراج زكاة الفطر نقدا؟
ذهب جمهور الفقهاء إلى عدم إجزاء إخراج القيمة عن زكاة الفطر، ويرون أن اخراج القيمة مخالف لقول الرسول صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاع من تمر أو صاع من شعير الحديث.
وذهب أبو حنيفة وأصحابه والثوري والحسن البصري إلى جواز إخراج القيمة واستدلوا على جواز إخراجها بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أغنوهم – يعني المساكين – في هذا اليوم” والإغناء يتحقق بالقيمة كما يتحقق بالطعام.
والمدار في دفع الطعام أو دفع القيمة في زكاة الفطر هو انتفاع الفقير بما يدفع له ولأسرته فإن كان انتفاعه بالطعام أكثر وحاجته له أشد خاصة في سنوات القحط والمجاعات كان إخراج الطعام أفضل، وان كان انتفاعه بالنقود أكثر وتعامله بها أيسر كان دفع النقود أفضل.
هل صحيح أن شهر رمضان يكفر ويمحو الذنوب السابقة؟
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
وفي هذا الحديث تصريح بأن شهر رمضان يمحو الذنوب السابقة، ولكن بشرطين:
الأول: أن يصومه مصدقا به بنية خالصة امتثالا لأمر الله تعالى.
الثاني: أن يصومه محتسبا أي طالبا للثواب غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه ولا كاره لما يصيبه من أذى الجوع والعطش، بل يحتسب النصب والتعب في طول أيامه ولا يتمنى سرعة انقضائه.
والحديث شامل لكل ذنب لكن خصه جمهور الفقهاء بالصغائر دون الكبائر.
وإذا أخرج المرء زكاة ماله في رمضان يكون قد جمع بين العبادة البدنية والعبادة المالية حيث ان من صفات النبي صلى الله عليه وسلم انه من اجود الناس في رمضان.



