الدين الإسلامي سر سعادتنا في الحياة والكويت تعني المجتمع المتلاحم المترابط

 

د. عجيل النشمي رفيق دربي وكنا نسكن في نفس الشقة وحريص على زيارة أساتذتي القدامى

إعداد وتحرير نواف الشمري:

د. خالد المذكور يعتبر من الشخصيات الإسلامية المميزة التي شقت طريقها بكل إصرار وجهد وتبوأت مكانة مرموقة في المجتمع، بدأ دراسته في المرقاب ثم بالمعهد الديني والتحق بجامعة الأزهر وحصل على الدكتوراه مع مرتبة الشرف في الفقه المقارن والسياسة الشرعية.

وفي هذا الحديث يتطرق د. المذكور إلى مشوار حياته العملية والعلمية منذ صغره وحتى المرحلة التي وصل إليها الآن، وقد جاء هذا كله في حديث إذاعي أجراه معه الزميل فيصل الشامي، ونظرا لأهميته رأت “الأنباء” نشره كاملا ليطلع جميع القراء على مشوار الخير الذي سار ويسير فيه د. خالد المذكور وقد دار الحديث معه على النحو التالي:

حياتك الخاصة؟

متزوج ولدي ولدان وبنت والولد الكبير واسمه وليد يبلغ من العمر 19 عاما وهو طالب الآن بكلية الشريعة، وتليه بنتي تسنيم وعمرها 15 عاما وهي طالبة في ثانوية المقررات ويليها معاذ وعمره 12 عاما ويدرس في الصف الثالث المتوسط.

في المرقاب وحولي

وكيف كانت رحلتك العلمية والأكاديمية ومشوار الدراسة خلال السنوات الطويلة الماضية؟

درست في مدرسة قتيبة في منطقة المرقاب لمدة سنة وكنت صغيرا في ذلك الوقت وبعد ذلك انتقلنا إلى حولي الابتدائية في عام 1954، ومع الأسف الشديد أنه تم هدمها ولي معها ذكريات كثيرة عن طفولتي، وأثناء الدراسة بها كان مدرس للعلوم يعلمنا دروسا عن تكثيف البخار وكيف ينزل المطر، وكنت أقول لوالدي هذا الكلام وانني استطيع أن اصنع مطرا في غرفتنا، ولكنه استمع لحديثي وهو غير راض، وبعد انتهائي من الحديث قال لي سأجعلك تدرس في المعهد الديني حتى تدرس العلوم الشرعية والقرآن الكريم، وكان المعهد في المدينة ونحن في حولي وكان الطريق بعيدا في ذاك الوقت، وقلت لوالدي ذلك فرد علي انك ستذهب مع إمام المسجد في منطقتنا وهو مرشد عبد الله المرشد رحمه الله لأنه كان يدرس في المعهد.

وكان المعهد الديني له صدى كبير في ذاك الوقت خصوصا أنه أنشئ بعد “المطوع والكتاتيب” وكانت الدراسة في ذاك الوقت ما زالت بادئة من دائرة المعارف، ووافقت لأنني لا أملك إلا أن أطيع أمر والدي وبعد ذلك درست في المعهد الديني وكان في شارع دسمان قبل أن ينتقل إلى منطقة شرق، وكانت تأتي إلى المعهد بعثة من الأزهر الشريف وتضم مشايخ في علم الفقه والتفسير والحديث واللغة العربية، كما كانت مناهج المعهد تتبع الأزهر الشريف بمصر، إضافة إلى أن اختباراتنا كانت تأتي أيضا من الازهر وبالفعل درست بالمعهد في العام الدراسي 55 – 56 المرحلة الابتدائية والتي كانت تسمى المرحلة التجهيزية وتليها المتوسطة ثم الثانوية.

واذكر من الطلبة الذين كانوا يدرسون معي د. عبد الله محارب واحمد الدويسان وهو ملحق ثقافي 11 الآن في لندن، وعبد اللطيف المنصور الملحق الصحي بالقاهرة، واعلم أنه أثناء دراستنا بالمعهد الديني مر بفترة فتور خاصة بعد إنشاء معهد المعلمين وكانت توجد نظرة تشاؤمية للمعهد في الحقيقة فقد كان يوازي المعهد الديني، إضافة إلى أن الثانويات بدأت تظهر خصوصا ثانوية الشويخ والتي تتميز بسكنها الداخلي وسمعتها وأنشطتها الرياضية ونشاطها الكشفي والمهرجانات التي تقيمها، وهنا بدأ المعهد الديني يتقلص قليلا قليلا، ووجدت رغبة جامحة عند الطلاب بأن يتركوا المعهد الديني ويلتحقوا بثانوية الشويخ او ثانوية كيفان أو المعهد المعلمين، وذلك بهدف تقصير السلم التدريسي وان يصبحوا مدرسين في المرحلة الابتدائية.

وأذكر أنني عندما كنت في الصف الثاني الثانوي عام 61 لم يكن يدرس في الصف طوال العام الدراسي سوى طالبين اثنين فقط انا ود. عجيل النشمي، وإذا تغيبت كان نصف الصف يعتبر غائبا، وفي الحقيقة كانت عندي رغبة في الخروج من المعهد الديني لو وقف والدي رحمه الله معي، وقال له انتبه إلا يؤثروا في خالد فيترك المعهد لأنه مفيد له جدا وسيوفقه الله سبحانه وتعالى، وكان الشيخ علي حمادة وعبد العزيز حمادة وعبد الوهاب الفارس يقومون بالتدريس بالمعهد، وكان الشيخ عبد الله النوري رحمه الله من ضمن الشخصيات التي تأتي للإشراف على المعهد، وبالفعل استمررت بالدراسة في المعهد حتى تخرجت منه في العام الدراسي 65 – 66 وكانت جامعة الكويت للتو قد افتتحت في عام 1966م، وكنت ومعي د. عجيل النشمي قد غيرنا رغبتنا بالدراسة، وقلنا لهم أننا نرغب في الالتحاق بكلية الشريعة والقانون نظام الخمس سنوات بجامعة الأزهر، وبالفعل ذهبنا إلى مصر ودرسنا بالأزهر في العام الدراسي 66 -67 وأثناء حرب 67 كنا ندرس، ووقتها كانت لدينا اختبارات في الكلية بجامعة الأزهر ودرسنا الشريعة والقانون.

والحقيقة أننا استفدنا كثيرا من الدراسة لأننا جمعنا بين الدراسة الشرعية والدراسة القانونية، وبعد تخرجنا في الكلية عام 71 حصلنا على الليسانس، وكنت اسكن مع د. عجيل النشمي في نفس الشقة وكنا ملازمين لبعضنا البعض وقضينا فترة لا تنسى بالقاهرة، وبعد عودتنا إلى الكويت قدمنا طلبا للوظيفة وتم تعييني في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وكنت نائبا لمدير إدارة المساجد وقدمت أوراقي أيضا لكلية الحقوق والشريعة بجامعة الكويت وكنت أريد أن أكون معيدا لبعثة بالجامعة، وبالفعل عملت بالوزارة لمدة ثلاثة شهور وتم قبولي معيد بعثة في قسم الشريعة وكانت بالعديلية قبل أن تنتقل إلى الشويخ، وبالفعل بعد أن تزوجنا عدنا مرة أخرى أنا ود. عجيل النشمي إلى جامعة الأزهر للحصول على الماجستير وتخصصت في الفقه المقارن والسياسة الشرعية ود. النشمي تخصص في أصول الفقه.

وحصلت على الماجستير بنفس التخصص وأكملت للحصول على الدكتوراه بنفس القسم وكانت رسالة الدكتوراه عن بعض مشايخ الفقه المالكي وتمت مناقشة الرسالة في عام 1978 وكان عنوانها “أبو زيد القيرواني وأثره في الفقه المالكي”، وهو من فقهاء المالكية في القيروان بتونس، ووقتها ذهبت إلى تونس والمغرب للبحث عن بعض المخطوطات في موضوع الرسالة وحصلت على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى مع التوصية بطبع الرسالة وتبادلها مع الجامعات، وكان يشرف على الرسالة الشيخ عبد الغني عبد الخالق رحمه الله والشيخ صالح شرف كان وكيل الأزهر الشريف سابقا، المهم بعد أن حصلت على الدكتوراه عدت إلى الكويت وتم تعييني مدرسا بقسم الشريعة في كلية الحقوق والشريعة، وأذكر من زملائي في الكلية د. بدر اليعقوب وزير الإعلام السابق ود. بدرية العوضي ود. أحمد الغندور وزكي الدين شعبان، وقد درست في كلية الحقوق الأحوال الشخصية وتاريخ التشريع وفي عام 1980 تم تعيين رئيسا لقسم الشريعة.

وبعد ذلك تمت عدة محاولات لإيجاد كلية للشريعة بحيث تكون منفصلة عن الحقوق وبالفعل وفقنا الله وانشئت الكلية وأصبحت رئيسا لقسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية في كلية الشريعة من عام 82 إلى عام 86، وبعدها حصلت على تفرغ علمي لكتابة أبحاث ودراسات في نفس المجال، وعدت مرة أخرى للكلية في عام 87 وما زلت في قسم الفقه المقارن والسياسة الشرعية بكلية الشريعة حتى الآن.

وهذه هي رحلة مشوار دراستي منذ البداية حتى الآن، ولكن يؤسفني كثيرا أن أغلب المدارس القديمة والتي لها تاريخ عريق تم هدمها وإزالتها وكان المفروض أن تبقى كتراث للأجيال الحالية والقادمة.

في كتاب واحد 

أود أن تعطينا نبذة عن مؤلفاتك وأبحاثك التي قمت بها ومتى بدأت بتأليفها؟

ما زالت عندي بعض الأبحاث التي كتبتها للموسوعة الفقهية ولم يأت دورها حسب الحروف الابجدية، وأبحاث أخرى كتبتها للترفيه ولكن عطلها الغزو العراقي الغاشم، كما قدمت للمطبعة رسالتي للدكتوراه لكي تطبع، ولدي بعض الخواطر التي كتبتها في أواخر السبعينيات ونشرت في بعض الصحف المحلية وأنوي جمعها في كتاب واحد، ولكن لكثرة انشغالي باللجان والعمل لم أستطع أن أجد الوقت الكبير للكتابة لأنها تحتاج إلى تريث وفراغ.

وما سبب اختيارك مجال الدراسات الإسلامية، وبالذات العلم الشرعي؟

كان توفيقا من الله سبحانه وتعالى أن والدي رحمه الله وجهني لهذه الدراسة كما أن تربيتي الدينية منذ الصغر ساعدتني كثيرا، حيث كان والدي يعلمني القرآن الكريم ويأخذني معه للصلاة في المسجد، والطفل يكون ذهنه صافيا لتلقي الصفات الحسنة التي يتربى عليها، وأحمد الله أن تربيتي كانت إسلامية وبها التزام بالقرآن والصلاة ودراسة العلم الشرعي، وهذه مرحلة أولى، وبعد ذلك عند دخولي المعهد الديني ازداد حبي للدراسات الشرعية، ولقد كان تكويني اللغوي والشرعي في المعهد الديني واعتبره “الفرشة” الكبيرة والجيدة التي مهدتني بعد ذلك لجامعة الأزهر، وطوعت لساني باللغة العربية من قراءة القرآن وكتب التفسير قراءة كتب الحديث، خصوصا واننا كنا ندرس المراجع في التفسير والفقه والحديث والمنطق والتوحيد، ولهذا أحببت هذا العلم واحمد الله انه جعلني أدرس العلم الشرعي واتخصص فيه.

أول شخصية

ومن الشخصيات التي تأثرت بها وكان لها دور في حياتك سواء العلمية أو العملية؟

أول شخصية تأثرت بها هي شخصية والدي رحمه الله والذي كان حريصا كل الحرص على تربيتي بالرغم من شدته ولكنها كانت شدة في محلها، فمسألة الترغيب والترهيب ضرورية جدا وهي من وسائل التربية التي بينها القرآن الكريم، وكذلك فقد تأثرت بكثير من المشايخ الذين درسوا لي في المعهد الديني وبعضهم انتقل إلى رحمة الله وبعضهم الآخر بلغ من السن عتيا، وأنا حريص على زيارتهم كلما ذهبت لمصر واتفقدهم واسأل عنهم وكذلك تأثرت بشخصية مشرفي على رسالة الدكتوراه الشيخ عبد الغني عبد الخالق رحمه الله لأنه كان يتميز بالدقة في العلم الشرعي، لأن طبيعة هذا العلم أنه لا يعتمد على الخطب أو العواطف وانما يتطلب الدقة حتى في اختيار المصطلحات والكلمات والتعبير والكلمة كيفية استعمالها.

وعندما راجع رحمه الله رسالتي كان يوجهني إلى الكلمات ومعانيها حتى تعطي المعنى المطلوب، وكذلك وجهني لكمية كبيرة من المراجع والمخطوطات ويؤكد علي إلا اعتمد على الكتب والمؤلفات الحديثة، ويطلب مني ان اعتمد على الكتب والمراجع القديمة، وذلك لأن الكتاب الجديد يعتمد على هذه المراجع القديمة، وبالتالي يكون هناك نوع من الدقة المتناهية في هذا الأمر، وبالفعل أقبلت على هذه الكتب واهتممت بالكتب الشرعية خصوصا في أصول الفقه.

وأعجبت كثيرا بأقوال الفقهاء وحصرهم على تبيان الدليل خصوصا فيما يتعلق بالأحاديث وذلك ببيان الراوي والسند، الامر الذي جعلني حتى في أموري الخاصة عندما يسألني أي شخص ويكون الجواب حاضرا في ذهني ولكنه يحتاج لمراجعة فإنني أمهله ذلك لحرصي الشديد على دقة تبيان المشكلة التي اسأل بها، واحرص جدا أيضا إذا كانت هناك منازعات أسرية أو زوجية أن أطلب حضور الزوج والزوجة واستمع لأقوالهما وأسجل بدقة كل ما يقال، وقد تأثرت بهذه الدقة من خلال شيخي عبد الغني عبد الخالق.

وبحمد الله فالواحد ينظر إلى الشخصيات القديمة من خلال قراءاته لأن هذه الشخصيات القديمة والفقهاء القدماء غير معاصرين، ولذا فعندما نجد أنهم يوجهوننا من خلال كتبهم ويدلوننا على الطرق الصحيحة حتى وهم تحت الثرى وبيننا وبينهم مسافة كبيرة من الزمن، ولكن كأنهم حاضرون أمامنا ويعايشون واقعنا.

وأضافه إلى هؤلاء فقد تأثرت بابن القيم الجوزي وابن تيمية، لأنهما كانا يعالجان مشاكل عصرهما معالجة جيدة، من خلال الكتب التي قاموا بكتابتها.

ولهذا فكل شخصية، حتى لو كانت بيني وبينها مسافة زمنية بعيدة جدا من القرون تأثرت بها تأثرا كبيرا، ولذلك اعجبت منذ صغري بشخصية ابن ابي زيد القيرواني وانا طالب في المعهد الديني، ولذلك اخترته لأكتب عنه رسالة الدكتوراه.

واجبات الإسلام

وهل دراسة العلم الشرعي من الواجب على الإنسان المسلم أن يلم بها، ثم ما الواجب على المسلم معرفته من أمور دينه؟

نأخذ معرفة العلم الشرعي من خلال واجبات الإسلام، فالمسلم مكلف بأن يصلي خمس مرات في اليوم والليلة، لا تصح صلاته إلا بالوضوء أو الغسل إذا كان يحتاج له، وبالتالي ما دام مكلفا بهذه الواجبات يجب عليه أن يعرف كيف يتوضأ ويغتسل، ويعرف أيضا كيف يتيمم إذا لم يوجد هناك ماء، وكيف يصلي فالصلاة هي ركن من أركان الإسلام، عليه أن يعرف أيضا كيف يصوم ويؤدي زكاة أمواله يحج لبيت الله الحرام والعمرة، فإذا أخذنا اركان الإسلام فيلزم من المسلم أن يتعلم ما يقيم به هذه الأركان الخمسة التي أوجبها الله سبحانه وتعالى عليه.

والمسلم كذلك مطالب بأن يتحرى كل حلال وحرام في معاملاته اليومية، ولذلك فإن تصرفات الإنسان المسلم لا تخرج عن الأحكام الخمسة وأي تصرف من التصرفات إما أن يكون هذا حراما وإما أن يكون واجبا عليه وإما أن يكون من الأحسن والأفضل أن يأتيه أو ينتهي عنه حتى لا يجره إلى الحرام، وإما أن يكون مباحا، والمباحات كثيرة والواجبات قليلة المحرمات قليلة، وإذن المسلم مطالب بأن يعرف ما له وما عليه وبالتالي فهو لا يتعمق بالعلوم الشرعية كالمتخصص والفقيه ولكن على الأقل وهذه الحقيقة يجب أن تكون ونحن الآن إن شاء الله في طور أن تكون قوانيننا ومناهجنا وفق الشريعة الإسلامية أن يأتي الطالب الذي يدرس في المرحلة الابتدائية والمتوسطة وتكون لديه معرفة بالأركان معرفة بديهية منذ الصغر وبالنسبة للواجبات والمحرمات وبالتالي لقد يتجه لدراسات أخرى.. ولكن يجب أن تكون لديه الثقافة الإسلامية وأما التخصص الدقيق والعميق في الدراسات الشرعية وفي كتب الفقه فهذه لا يأتيها كل شخص، ولكن على الأقل يعرف أن له دينا أمر بواجبات ونهاه عن محرمات..

حب الطفولة

وما دور الأب والأم في تنشئة الولد الصالح؟

يحضرني الآن قول شوقي “وإذا رحمت فأنت ام أو أب هذان في الدنيا هما الرحماء” لأن الله سبحانه وتعالى غرس في الام حب الطفولة والأمومة وغرس في الآب كذلك التوجيه والإرشاد والابوة الحانية، وهذه الطبيعة المغروزة المهيأة بفضل الله سبحانه وتعالى، والتي اجد لها مظهرا كبيرا جدا عندما تقوم الأم الحانية على رعاية طفلها، فقد أوجد سبحانه وتعالى الغذاء المعنوي والغذاء الحسي للطفل.. فعندما يرضع من أمه يكون قريبا من قلبها، ومع دفقات الرضاعة واللبن يتدفق كذلك العطف والحنان وهو ما يحتاج إليه الطفل في بداية حياته فهو يجب ان يشبع من لبن أمه ويجب أن يشبع من حنان وعطف امه أيضا حتى يكون متوازنا.

والغريب عندما زرت دار الضيافة ورأيت بعض الشباب الذين لم يشبعوا من حنان امهم ولا من إرشاد ابيهم للانشغال عنهم لوجود فراق وخلاف بين الأب والأم، فنجد أن الولد يضيع لأنه لم توجه له عاطفة منذ الطفولة، ومع تدرج الطفل في مراحل حياته يأتي عندنا الأب في التوجيه والإرشاد خاصة وأنه عندنا في الشريعة الإسلامية يتم الأمر على أساس الصبي المميز وهو من سن السابعة حتى البلوغ وهذه الفترة من أهم فترات الحياة الأسرية وتربية الأولاد وعلماء النفس يسمونها فترة المراهقة، لأن الطفل يكبر ويتغير جسمه وافكاره وتكون هناك تأثيرات خارجية عليه..

وأنا أقول وأرى أنه إذا تربى الطفل في سن التمييز والتي تبدأ كما قلت من سن السابعة حتى سن البلوغ تكون فترة مراهقته فترة سليمة حتى مع التأثيرات الخارجية ولكن مع الأسف الشديد ما زال التمزق الاسري موجودا ونخشى أن يزداد لعدم فهم الحقوق والواجبات الشرعية.

فالزوج والزوجة لا يفقهان هذه الحقوق والواجبات مع عدم الالتزام العبادات التي تجعل الإنسان يرجع لربه خمس مرات في اليوم والليلة إضافة إلى عدم قراءة القرآن في البيت بصفة عامة وكذلك انشغال الاب والأم عن الأولاد بأمور دنيوية كثيرة.. وكل هذه الأمور تؤثر تأثيرا كبيرا جدا على الأولاد كذلك عدم فهمنا في الحقيقة لانضباط الوقت وإعطاء كل ذي حق حقه، ومثلما قال الرسول  “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.

عدة لقاءات

ومتى بدأت الاهتمام بالمجال الإعلامي؟

بعد حصولي على الدكتوراه وكان عدد الحاصلين على الدكتوراه في الشريعة قلة ولم نكن سوى انا ود. عجيل النشمي بالنسبة للكويتيين، أجريت عدة لقاءات مع معدي البرامج واذكر لقاء في برنامج الشيخ أحمد عبد القادر وكنت معه بالإضافة إلى الشيخ سيد سابق، وأجريت كذلك حوارا مع الشيخ محمد الغزالي وبدأت اكتب بعض الخواطر الرمضانية في بعض الصحف المحلية.. والاذاعة تمت استضافتي في عدة لقاءات في ركن الاسرة وبرامج كانت خاصة برمضان وكان في ذلك الوقت شيخنا عبد الله النوري رحمه الله، هو الذي يقدم برنامج “رأي الإسلام” في التلفزيون وبعد وفاته رحمه الله قدمت تعريفا للشيخ عبد الله النوري وكان لقاء موسعا في برنامج تلفزيوني يعده المرحوم محمد عفيفي وكان يذاع قبل صلاة الجمعة، وبعد ذلك اتاني مدير البرامج الثقافية سعود الفارس في عام 1982 بكلية الحقوق – قسم الشريعة – ومعه رسائل وقال لي اننا بعد وفاة الشيخ عبد الله النوري كنا ننتدب للبرامج الدينية بعض المشايخ الذين يعملون في وزارة الأوقاف وقلت لهم انني لا اعارض ان اقدم البرنامج ولكن أن يكون بالتناوب، وبالفعل قدمت حلقتين عام 1982 وبعدها طلب مني أن أستمر مؤكدا لي أنه يوجد قبول والاتصالات كثيرة تطلب منك أجوبة على الأسئلة، وبالفعل استمرت بحمد الله وتوفيقه.

دكتور سأذكر عدة كلمات وأريد منك تعليقا موجزا حولها؟

الوقت:

كالسيف أن لم تقطعه قطعك، ويجب علينا استثمار الوقت وتحديده، وضبطه في جميع أمور حياتنا.

الدين الإسلامي:

هو سر سعادتنا في الحياة الدنيا وثوابها عند الله سبحانه وتعالى في الآخرة، ويجب التمسك به وبتعاليمه وبقيمه.

المسلم الحقيقي:

هو الملتزم قولا وفعلا بالإسلام والصادق مع الله سبحانه وتعالى.

برنامج مع الإسلام:

لا احكم عليه بل يحكم عليه الجمهور وقد يكون اضطرب في الفترة الأخيرة لانشغالي، وكذلك لوجود رسائل أخرى للسائلين عن طريق الفاكس والتليفون حيث أصبحت الرسائل البريدية قليلة.

الكويت:

وطن عزيز على النفس وتمسكنا بهذا الوطن هو تمسك بقيم ومبادئ هذه البقعة الصغيرة وهذا المجتمع المتلاحم، فالكويت تعني هذا المجتمع المتلاحم والمتراحم فالخير الذي أفاضه الله سبحانه وتعالى علينا يجب أن ننفقه بما يرضي الله سبحانه وتعالى.

Scroll to Top