الحائض تؤدي جميع مناسك الحج إلا الطواف

لجريدة الانباء: ليلى الشافعي

د. خالد المذكور رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على تطبيق احكام الشريعة الإسلامية يتناول في سطور بعض الاحكام الخاصة في حج المرأة التي يعتريها حيض او نفاس أثناء رحلتها إلى الديار المقدسة فيقول: عليها أن تمضي في طريقها، فإن أصابها ذلك عند الاحرام فإنها تحرم كغيرها من النساء الطاهرات، لأن عقد الاحرام لا تشترط له الطهارة وفي المغني: الاغتسال مشروع للنساء عند الاحرام كما يشرع للرجال لأنه نسك وهو في حق الحائض والنفساء وورد الخبر كما قال جابر: حتى أتينا ذا الخليفة فولدت أسماء بنت عيسى محمد بن أبي بكر فأرسلت إلى رسول الله ﷺ كيف اصنع قال: “اغتسلي واستنفري بثوب واحرمي” رواه مسلم، وعن ابن عباس عن النبي ﷺ قال: “النفساء والحائض إذا اتيا على الوقت يحرمان ويقضيان المناسك كلها غير الطواف بالبيت” وأمر النبي ﷺ عائشة ان تغتسل لإهلال الحج وهي حائض.

اغتسال الحائض

ويوضح د. المذكور ان الحكمة في اغتسال الحائض والنفساء للأحرام التنظيف وقطع الرائحة الكريهة لدفع اذاها عن الناس عند اجتماعهم وتخفيف النجاسة.. وان وجدت حائض او نفساء وهما محرمتان، لم يؤثر على احرامهما فتبقيان محرمتين وتتجنبان محظورات الاحرام ولا تطوفان بالبيت حتى تطهرا من الحيض او النفاس وتغتسلا منهما، وان جاء يوم عرفة ولم تطهرا وكانتا قد احرمتا بالعمرة متمتعين بها إلى الحج  فإنهما تحرمان بالحج وتدخلانه على العمرة وتصبحان قارنتين، والدليل على ذلك أن عائشة رضي الله عنها حاضت وكانت أهلت بعمرة فدخل عليها النبي ﷺ وهي تبكي قال: “ما يبكيك لعلك نفست قالت: نعم، قال: هذا شيء قد كتبه الله على بنات آدم، افعلي ما يفعل الحاج غير الا تطوفي بالبيت”.

وزاد: وفي حديث جابر المتفق عليه “ثم دخل النبي ﷺ على عائشة فوجدها تبكي فقال: ما شأنك؟ قالت: شأني اني قد حضت وقد حل الناس ولم أحلل ولم اطف بالبيت، والناس يذهبون إلى الحج الآن، فقال: ان هذا أمر قد كتبه الله على بنات آدم فاغتسلي ثم اهلي ففعلت ووقفت المواقف كلها حتى إذا طهرت طافت بالكعبة وبالصفا والمروة، ثم قال: قد حللت من حجك وعمرتك جميعا.

إلا الطواف

وقال: تفعل الحائض كل مناسك الحج من احرام ووقوف بعرفة ومبيت في مزدلفة ورمي للحجار ولا تطوف بالبيت حتى تطهر لقوله ﷺ لعائشة لما حاضت “افعلي ما يفعل الحاج غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري” ولمسلم في رواية: فاقضي ما يقضي الحاج غير إلا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي، وقال الشوكاني في نيل الأوطار (4915) والحديث ظاهر في نهي الحائض عن الطواف حتى ينقطع دمها وتغتسل، والنهي يقتضي الفساد المراد في البطلان فيكون طواف الحائض باطلا وهو قول الجمهور… ولا تسعى بين الصفا والمروة لأن السعي لا يصح إلا بعد طواف نسك، لان النبي ﷺ لم يسع إلا بعد طواف.

ويقول د. المذكور: لو طافت المرأة وبعد الطواف أصابها الحيض فإنها في هذه الحالة تسعى لأن السعي لا تشترط له الطهارة.

طواف الافاضة

في حالة إذا حاضت المرأة بعد طواف الافاضة، فإنها تسافر متى أرادت ويسقط عنها طواف الوداع لحديث عائشة، رضي الله عنها قالت: “حاضت صفية بنت حيي بعدما افاضت، قالت فذكرت ذلك لرسول الله ﷺ فقال: احابستنا هي، قلت: يا رسول الله قد افاضت، وطافت بالبيت، ثم حاضت بعد الافاضة، قال: فلتنفر إذن” متفق عليه.

وعن ابن عباس: “امر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت طوافا إلا انه خفف عن المرأة الحائض، وعنه أيضا ان النبي ﷺ رخص للحائض ان تطهر قبل ان تطوف بالبيت إذا كانت قد طافت في الافاضة، وقال العلامة ابن القيم في تهذيب السنن (2/303) والأحاديث صريحة أن عائشة رضي الله عنها اهلت أولا بعمرة ثم امرها رسول الله ﷺ لما حاضت ان تهل بالحج فصارت قارنة ولهذا قال لها النبي ﷺ: يكفيك طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة لحجك وعمرتك”.

ويبين د. المذكور أن على المرأة في الطواف التستر الكامل وخفض الصوت وغض البصر وألا تزاحم الرجال وخصوصا عند الحجر أو الركن اليماني.

منهيات الاحرام

ويضيف: أن هناك منهيات عند نية الاحرام وهي ان تخلع المرأة البرقع والنقاب إذا كانت لابسة لهما قبل الاحرام لقوله ﷺ: “لا تنتقب المحرمة” كما تخلع ما على كفيها من القفازين أن كانت قد لبستهما قبل الاحرام.. ويجوز للمرأة أن تلبس حال احرامها ما شاءت من الملابس النسائية التي ليس فيها زينة ولا مشابهة لملابس الرجال وليست ضيقة.

ويسن للمرأة ألا ترفع صوتها عند التلبية وانما عليها أن تسمع نفسها وانما يكره لها رفع الصوت مخافة الفتنة.

Scroll to Top