هل يجوز سفر المرأة بمفردها سواء لعمل العمرة أو الحج، خاصة أن الوقت الحالي يتم السفر فيه بكل سهولة عن طريق الطائرة والمدة والمسافة قصيرة؟
سفر المرأة في الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تسافر المرأة أكثر من يوم وليلة ألا مع ذي محرم”، سواء كان لعمل أو حج أو عمرة، حتى لو كان السفر بالطائرة، قد تقولون: إن السفر كان بالجمال ويأخذ مدة طويلة، والآن الطائرة تقطع المسافة في ساعة أو أقل… هذا يعتبر سفرا، لو كان بالطائرة كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم كما تحدثت عنه عائشة رضي الله عنها (السفر قطعة من العذاب) فتعلمون المعاناة التي يعانيها المسافر في انشغاله الذهني والنفسي، وفي تحضيره وترتيبه لأعماله، وفي الذهاب إلى المطار مبكرا خوفا من التأخير عن الطائرة سواء بالليل أو بالنهار هذا الإجهاد وهذا الانشغال يؤدي كذلك إلى التعب حتى ولو كان جالسا على كرسي الطائرة ويقرأ وما إلى ذلك، لكن هذه المسافة التي تكون في مدة ساعتين تأخذ يومين أو أكثر من الاستعداد الذهني والفكري لها، فالسفر مهما كان وإن كان في الماضي طويلا يأخذ شهرين أو أكثر، ولكن الآن السفر ليس بالقصير وإجهاد السفر ما زال موجودا، ولذلك ينطبق عليه الأحكام الشرعية بالنسبة لمحرم المرأة إلا في حالتين، ذكرهما الفقهاء، الحالة الأولى: قد يكون مثلا مبعوثا يدرس في الخارج ومعه زوجته والزوجة تريد العودة لأهلها لكي تلد مثلا، والزوج لديه امتحانات فيودعها زوجها في المطار، وبعد ذلك يستقبلها أهلها في الكويت، وهذا جائز للحاجة، كما قالوا في الماضي كما تنتقل المرأة من دار الكفر إلى دار الإيمان وهي مسلمة، ولكن ليس عندها محرم فتريد أن تنتقل لكي تأمن فعليها ذلك.