الوحدة الاجتماعية بين المسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..

فهذه الوريقات تحمل العنصر من ورقة العمل عن الوحدة الاجتماعية بين المسلمين ضمن مباحث المحور الرابع لهذا الملتقى المبارك وعنوانه الحوار العلاقات السياسية بين الدول الإسلامية.

وبما أننا في ورشة عمل لموضوع الوحدة الاجتماعية بين المسلمين فأعطي ملامح هذا الموضوع لأدخل بعد ذلك في التوصيات العملية لتفعيل الوحدة الاجتماعية بين المسلمين وخير الكلام ما قل ودل، وورقة العمل موزعة ضمن أبحاث المؤتمر وهي بين أيديكم وقد بينت فيها المقصود بالوحدة الاجتماعية بين المسلمين وهو ما يربط بينهم من علاقات نتيجة بنية وتكوين هذه المجتمعات وبينت فيها ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من بناء المجتمع وتكوينه وعن السنن العامة التي تحكم المجتمعات.

ثم ذكرت أن البناء الاجتماعي في الإسلام يقوم على أسس هي:

  1. بناء الفرد عقيدة وسلوكا.
  2. بناء الاسرة باعتبارها تمثل النواة الأولى للعائلات، والشعوب والقبائل والأمم.
  3. البناء الأخلاقي والعلاقات الاجتماعية التي تتمثل:
  4. في الاخوة وهو الأساس الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم لبناء المجتمع المسلم في المدينة حيث آخى بين المهاجرين والأنصار.
  5. التعاون بين الفرد والجماعة.

ج. التكافل الاجتماعي.

ثم تكلمت عن مظاهر الوحدة الاجتماعية بين المسلمين، وتظهر هذه الوحدة في العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى ففي الصلاة التي تتكرر خمس مرات في اليوم والليلة وتؤدى في المساجد وفي صلاة الجمعة في المسجد الجامع يكون ترسيخ التماسك الاجتماعي وتقوية الروابط بين المسلمين، وإن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يلزم أتباعه بأن يرى بعضهم بعضا في المساجد خمس مرات في اليوم والليلة، وكذلك الزكاة والصيام والحج الذي يعد من أكبر مظاهر الوحدة الإسلامية.

كما تظهر الوحدة الاجتماعية في الترابط الأسري إذ ينشأ من عقد الزواج النسب والصهر وذووا الأرحام ووشائج القربى، وعقد الزواج ينشئ الأسرة النسبية وينشئ كذلك الأسرة الرضاعية مما يعزز الروابط ووشائج الوحدة الاجتماعية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب”.

وتظهر هذه الوحدة الاجتماعية في التراحم بين أبناء المجتمع وجئت بأدلة على هذا المظهر من الكتاب والسنة وبينت أن التراحم بين أبناء المجتمع له صور متعددة كثيرة منها عيادة المريض، نصرة المسلم في الحق وعدم خذلانه، إفشاء السلام، إكرام الضيف، إغاثة المنكوب والملهوف وقضاء حوائج الناس، ثم تكلمت أخيرا عن الأعراف والعادات باعتبارهما مظهرا بَيَّناً في الوحدة الاجتماعية، وقلت إن الأصوليين تحدثوا عن العرف والعادة ووضعوا لذلك شروطا وضوابط واعتبروه من المبادئ العامة والقواعد الكلية.

ومراعاة الأعراف والعادات وتحكيم ما يقضي به أمر واجب في سياسة الأمة وتدبير شؤونها ومن مبادئ الشريعة التي قصدت النظام وتحقيق مصالح البلاد.

وشريعة الإسلام لأهل الفيافي ولأهل الغابات والأشجار ولأهل الجبال والأنهار ولأهل السواحل والبحار، ولكل عاداته وأعرافه وبينت أن المراد بالعرف ليس كل ما عرفه الناس وألفوه على الإطلاق، بل ما عرفه أهل العقول الرشيدة والطباع السلمية، وليس المراد من العرف ما اعتاده الناس مما نظرت إليه الشريعة بالفعل ووضعت له حكما من الأحكام، فإن هذا يجري دائما على ما قررت الشريعة فيه من أمر ونهي، مثل: ستر العورات وإزالة الخبائث والنجاسات.

ثم بينت أن القدر المشترك بين الفقهاء في العرف المعتبر الذي يتفق مع قواعد الشريعة في رفع الحرج وفي تحقيق مصالح العباد هو العرف الذي لا يخالف النصوص الشرعية بأمر ولا نهي سواء أكان العرف عاما أو خاصا بشرط أن يكون هذا العرف مطردا وليس مضطربا.

وعلى هذا تعتبر كثير من أعراف المسلمين وعاداتهم في لباسهم ومأكلهم وفي كثير من علاقاتهم الاجتماعية مما يعزز الوحدة الاجتماعية بينهم وييسر عليهم شرعا ما ألفوه واعتادوا عليه في كثير من سلوكهم الاجتماعي.

Scroll to Top