الغيبة والنميمة سلوك يحرمه الشرع في كل الأوقات، وتزداد حرمته في رمضان، فهناك من يوسوس لهم الشيطان الخوض في سيرة الناس بالغيبة والنميمة، فما جزاء الذي يغتاب الناس؟
في البداية، يوضح د.خالد المذكور أن الصوم منهج تعبدي متكامل، وهو جزء من نظام الإسلام الشامل الذي يجمع الناس في صلوات خمس أو واجبات معنوية يلاقي بعضهم بعضا، كما أن المسلم والمسلمة يتعلمان من الصوم دروسا نافعة ومبادئ هادية، وقد وضحت السنة الشريفة صفات الصوم الحقيقي المقبول، وما تثمره عبادة الصيام من الكف عن المعاصي وغرس الفضائل والتحلي بمكارم الأخلاق والصدق في القول والعمل، قال صلى الله عليه وسلم «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه»، وقال «الصيام جنّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين، والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشرة أمثالها».
وأكد د.المذكور ضرورة أن يكون الصوم صوما عن الغيبة والنميمة وغيرهما من الرذائل، وإن كانت طول العام حراما فحرمتها أشد في رمضان، فالله تعالى قد جعل الصيام طهرة وتزكية لنفس الصائم وتربية أخلاقية كريمة، والغيبة من الأمور التي حرمها الإسلام، وطالب المسلم بأن يتجنبها، وشبه الذي يغتاب أخاه المسلم كمن يأكل لحم أخيه الميت، يقول الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم)، فالغيبة محرمة وهي من الكبائر التي يجب على المسلم أن يتجنبها، وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن كان في أخي ما أقول، قال: فقد اغتبته، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته، أي افتريت عليه.
من جهته، يضيف د.ناظم المسباح مبينا الحكم فيمن يصوم ويصلي ويمشي بالغيبة والنميمة قائلا: من كبائر الذنوب الغيبة والنميمة، فالغيبة ذكرك أخاك بما فيه من غيبة، أما النميمة فهي نقل الكلام على جهة الإفساد ولا شك أن الغيبة والنميمة تفسدان الصوم، فالحديث الشريف يؤكد هذا بقوله صلى الله عليه وسلم «رب صائم ليس له من صومه إلا الجوع والعطش»، فكم من صائم يتعب نفسه بالجوع والعطش ويرسل جوارحه في المعاصي فيضيع صيامه ويذهب عمله هباء منثورا، فالصوم ليس إمساكا عن الطعام والشراب فحسب، وإنما للصوم أهدافا سامية وغايات نبيلة تعود على صاحبها بالخير الأوفى، والثواب الأكمــــل، ومن أهمهـــــا أن يحفظ الإنسان لسانه عن الكذب والنميمة وفحــش القول والخوض فيما لا يعنيه ويعصم أذنه عن الاستماع إلى الغيبة أو ما يمس أعراض الناس.