تضييع الأوقات في سمر الدواوين يخالف روح الشهر

المذكور: أغلب برامج الفضائيات حشو إعلامي يفسد الصيام

جريدة الأنباء

15/11/2002

متابعة مهدي عبد الستار

أكد رئيس لجنة الشريعة د. خالد المذكور أن تقوية الإرادة وتزكية النفوس وتهذيب السلوك الإنساني من أهم ثمرات الصيام في شهر رمضان كما أن التمرد على النفس وكبح جماح شهواتها أهم الدروس المستفادة.

وبين د. المذكور في لقاء عبر الهاتف مع قراء “الأنباء” ان تجديد التوبة والاقلاع عن المحرمات وترك المنكرات ضرورات يجب أن يلتزم بها المسلم مع بدايات الشهر الكريم.

وحذر من تحويل عبادات رمضان إلى عادات تفتقد روحها الايماني من الخشوع والدعاء لله عز وجل، كما حذر من تضييع الأوقات في سمر الدواوين والسهر من غير فائدة على اعتبار ان ذلك يخالف روح الشهر.

ووصف الكثير من البرامج الإعلامية في رمضان بأنها حشو إعلامي يشيع النظر المحرم ويفسد أجر الصيام.

كثير من الردود والقضايا تناولها د. المذكور في ردوده على قراء “الأنباء” فإلى التفاصيل:

بماذا تنصحني وانا في هذا الشهر الكريم؟

الواجب على كل مسلم أن يهيئ نفسه من اجل استقبال هذا الضيف العزيز والشهر الكريم بجملة من الاستعدادات يبدؤها بتجديد التوبة  مع الله عز وجل، والاقلاع عن المحرمات، وترك المنكرات والاقبال على الطاعات، والاجتهاد في اعمال البر والخيرات، والتواصل مع المسلمين، والتزاور وصلة الارحام واطعام الطعام، وغير ذلك من فضائل الاعمال، والتعامل مع فضائل هذا الشهر على انها عبادات وليست عادات، عبادات تفتح القلوب إلى الله عز وجل حتى ترتوي من معين الايمان الصافي بعيدا عن شقاء الدنيا وملذاتها ويكون ذلك بتجنب العادات السيئة التي اعتادها الكثير من الناس كتضييع الأوقات في السهر في الدواوين، وعدم الكف عن الغيبة والنميمة والالتهاء بالحشو الإعلامي الذي يكرس الكثير من البرامج التي تعمل على نشر النظر المحرم واتلاف الصوم وتشيع بين الناس فتكون سببا في احباط الأجر وافساد الاعمال من حيث لا يشعرون ويجب أن تكون للمسلم مراجعة شاملة للنفس وتصحيح الاعمال وتدريب القلوب على الطاعات حتى تحسن الاستقامة طوال العام.

خصائص رمضان

ما أهم السمات التي اختص الله تعالى بها شهر رمضان عن سائر الشهور؟

لقد جمع الله تعالى في هذا الشهر كل خصال الخير واشتمل على كل اركان الإسلام، فالصلوات الخمس زيد عليها صلاة التراويح كسنة مستحبة كما زيد كذلك صلاة القيام، وجعل الله هذا الشهر شهر القرآن فسن رسول الله r مدارسة القرآن في هذا الشهر وكان جبريل u فراجعه معه مرتين، وهذا من جنس الذكر والطاعة التي هي من جنس الشهادة.

وقد جعل الله تعالى ثواب العمل في رمضان بثواب حجة مع الرسول r وبهذا فقد جمع الله تعالى في هذا الشهر كل أركان الإسلام الخمس، يزيد على ذلك ان هذا الشهر قد خصه الله تعالى بنزول القرآن فيه إلى سماء الدنيا جملة واحدة، وفيه ليلة تعدل عبادة ألف شهر أي بما يعادل ثلاثة وثمانين عاما أو يزيد وفي هذا الشهر توصد أبواب النيران وتفتح أبواب الجنان وتصفد مردة الجن والشياطين ويزاد للمؤمن في رزقة ويضاعف الأجر والمثوبة ولهذا فإنه عموما هو شهر الخير والبركات.

فوائد الصيام

هل للصيام من فوائد دنيوية تعود على الصائم خاصة أن كثيرا من الناس يعتبرونه شهر الحرمان؟

الذي ينظر للصوم على أنه حرمان لا يعي معنى الصوم على حقيقته، ولأن عقل الإنسان وادراكه قاصران فقد لا يستطيع ان يصل بقصوره هذا إلى منافع وفوائد الصيام، ولقد سماه الرسول r “الصوم جنة” أي وقاية للعبد من كل الشرور وأولى ثمراته المرجوة وفوائده “التقوى” لقوله تعالى “يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر” على اعتبار ان الصيام من افضل الاعمال التي تساعد على تقويم وتهذيب السلوك الإنساني وكبح جماح النفس البشرية الامارة بالسوء، وكذلك النفس اللوامة، فيعمد الصوم إلى تهذيب هذا السلوك وتزكية النفس على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة، فهو يشيع المحبة والوئام بين المؤمنين ويؤلف بين قلوبهم ويوحد خطوات حياتهم فتراهم يصومون في ساعة واحدة ويفطرون في وقت واحد ويقومون لربهم في ليلهم كذلك، وكل ذلك توحيد لم تعرف له البشرية مثيلا، فيشعر المسلم في أي مكان بالتطابق والوحدة مع أخوانة فتلتقي القلوب والارواح في طاعة الله عز وجل، هذا بخلاف ما يجنيه الصائم من فوائد بدنيه بسبب صومه فيعود عليه بالعافية في بدنه وصفاء ذهنه وتجديد الايمان في قلبه.

محاور العمل

سائل يقول: ما الواجب على المسلم في هذا الشهر؟

يجب على كل مسلم في هذا الشهران يكون المسجد هو المحور الرئيسي في حياته، فهو يواظب على الصلوات الخمس فيه ويستمع للذكر والدروس عقب الصلوات ومدارسة السنة النبوية المطهرة ويكون المسجد بمنزلة الملاذ الآمن للمسلم، ولهذا يشرع الاعتكاف في المساجد، ويكون كذلك القرآن الكريم من حيث التلاوة والمدارسه والتعبد محورا ثانيا للمسلم في هذا الشهر الفضيل.

ويمكن القول أن شهر رمضان هو اعظم فرصة لتنقية الانفس من درن الذنوب والآثام وتعليتها على شهوات الدنيا وملذاتها، ولهذا يكون تقوية الإرادة للمسلم في الانتصار على النفس محورا آخر من المحاور المهمة في حياة المسلمين في هذا الشهر، ويتعلم الصائم في هذه الأيام كيفية التمرد على النفس وترك المحرمات بعد أن تدرب على ترك المباحات في يوم صومه فهو قد ترك شهوة البطن وشهوة الفرج التي قد نظمها له ربه بالحلال المباح.

وكذلك من المحاور المهمة في شهر الصيام محور الصبر والذي يستطيع من خلال صومه أن ينتصر على اعتى غريزة إنسانية وهي غريزة الطعام والشراب التي يكف عنها لساعات طوال، ولذلك فكفه عن غيرها أولى.

وبهذا يخرج الصائم من رمضان وقد تعلم كيف تكون شهواته تابعة له وليس هو التابع لشهواته كما كان منه طوال العام.

القتل الخطأ

سائلة تقول: يا شيخ أثناء سيري بالسيارة دهست قطة صغيرة واشعر بتأنيب الضمير من يومها علما أني لم أقصد هذا فهل علي كفارة؟

القتل الخطأ عموما بالنسبة لحادثتك هذه ليس فيه شيء، وليس عليك أثم لأنك لم تتعمدي قتلها، وتأنيب الضمير لا موقع له لأن الإنسان إذا تعمد الضرر ساعتها يجب عليه أن يشعر بتأنيب.

صيام الجوارح

هل هناك فرق بين الصيام عن الطعام والشراب وصيام الجوارح؟

لا فرق فالصوم كله واجب وينبغي على المسلم أن يصاحب صيامه في رمضان بامتناعه عن الطعام والشراب واتيان النساء بصيام الجوارح كذلك لان صيام الجوارح من ثمرات الصوم الصحيح والهدف منه الوصول للتقوى “لعلكم تتقون”.

Scroll to Top