شكر وتقدير

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه اجمعين، أما بعد.. فأتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة …. ممثلة بعميدها الأستاذ الدكتور محمد الزحيلي الموقر وأساتذتها وطلابها والعاملين فيها على دعوتهم الكريمة لحضور هذا المؤتمر المهم حول “دور المؤسسات المصرفية في الاستثمار والتنمية” بالتعاون مع مصرف الشارقة الوطني وبنك دبي الإسلامي، ومصرف أبو ظبي الإسلامي، راجيا لهذا المؤتمر التوفيق والنجاح. وقد بعث إلي الأستاذ الدكتور محمد الزحيلي عميد الكلية ورئيس اللجنة التنظيمية ثلاثة أبحاث قيمة للتعقيب عليها وهي: أولا: دور المؤسسات المصرفية الإسلامية في التنمية الاجتماعية (تحليل نظري ودراسة تطبيقية على مصارف إسلامية” للدكتور بلقاسم محمد الغالي الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الشارقة. ثانيا: دور المصارف الإسلامية في تمويل الصناعات الصغيرة بالتطبيق على بنك فيصل الإسلامي السوداني، من اعداد الدكتور أحمد الصديق جبريل مدير إدارة البحوث والتخطيط والنظم بنك فيصل الإسلامي السوداني. ثالثا: القياس المحاسب للمسؤولية الاجتماعية في البنوك الإسلامية للدكتور عبد الإله نعمة جعفر أستاذ المحاسبة المساعد بجامعة الزرقاء الأهلية بالمملكة الأردنية الهاشمية. وجميع هذه الأبحاث أجمعت على أن المصارف الإسلامية غاية ومبدأ لا تقل أهمية عن استثمار المال وتكثيره وهي التنمية الاجتماعية خلال وسائل متعددة وأدوات متنوعة. ولا شك أن هذا المؤتمر يأتي انعكاسا لتساؤل كثير من المتعاملين مع المصارف الإسلامية والعاملين فيها حول مساهمة هذه المصارف في تنمية المجتمع وتلبية حاجاته ومتطلباته ليس باب الدعاية والاعلان …. الفرص للوصول إلى تجميع المال وتكثيره وزيادة دخلها. ولكن ضمن خطة مدروسة ومتدرجة وفعالة يجمع لها الخبراء والمختصون وتكون قسيم إدارات استثمار المال وفرص بجاحه. وهذه الخطوة آن لها أن تظهر عمليا بعد أن ساد عند كثير من المتعاملين مع إنشاء المصارف الإسلامية أن هذه المصارف لا تختلف عن بقية المصارف التقليدية الربوية من حيث تجميع المال واستغلاله. إن المصارف الإسلامية لا ينكر دورها في تنمية وعي الناس في البعد عن كبيرة الربا واتخاذ الأدوات والمخارج الشرعية لاستثمار المال. ولا ينكر مساهمتها الفعالة في إحياء فقه المعاملات في الشريعة الإسلامية وعقد المؤتمرات والندوات وحلقات النقاش وتيسير هذه الفقه لعامة الناس وللعاملين فيها مما شكل نقله نوعية كبيرة في هذا المجال، وأصبحت المصطلحات الشرعية في باب المعاملات سهلة ميسرة عملية. وأعود إلى الأبحاث الثلاثة القيمة التي استفدت من قراءتها شاكرا لأصحابها هذا الجهد المبذول فيها. فالبحث الأول وهو دور المؤسسات المصرفية الإسلامية في التنمية الاجتماعية للدكتور بلقاسم محمد الغالي يذكر أمثلة لدور المؤسسات المصرفية في التنمية الاجتماعية ومن هذه الأمثلة الأدوات والوسائل الشرعية التي يتبعها المصرف الإسلامي في استثمار الأموال مثل الوديعة ودورها في التنمية الاجتماعية، والمضاربة، والمشاركة، والمرابحة. وأقول إن هذه الأدوات والوسائل لها أثرها في تنمية التوعية لدى المتعاملين والبعد عن الفوائد الربوية، ولكن أرى أن المصارف الإسلامية لا تزال مقصرة في شرح وتعليل وتأثير هذه الأدوات والمصطلحات على العملاء وغيرهم بل إن كثيرا من موظفي هذه المصارف لا يعرف عن هذه الأدوات إلا أنها بديل عن الفوائد الربوية فقط ولا يدرك أثرها الاجتماعي والسلوكي والايماني. وهذا عائد في ظني إلى قلة الدورات الشرعية في بعض المصارف الإسلامية لموظفيها وعدم إيصال هذه الغايات والأهداف من هذه الأدوات الشرعية إعلاميا إلى عملائها. والنماذج التطبيقية على دور المصارف الإسلامية التي ذكرها الدكتور بلقاسم ومنها البنك الإسلامي للتنمية الذي أنشئ بناء على توصية وزراء مالية الدور الإسلامية فإنه مثل يحتذى لانه قام بأعمال كثيرة في الدول الإسلامية الفقيرة. وخاصة في انشاء البنية الأساسية لبعض الدول الإسلامية مثل الطرق والموانئ الجوية والبحرية والتعليم. ولكن هذا البنك – مع دوره المتميز ونشاطاته المتعددة يتعامل مع الدول والحكومات وهو من أنشط مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي ولا يتعامل مع الافراد. وهذا المؤتمر في زعمي يبحث في دور المصارف الإسلامية المتعاملة مع الأفراد ودورها في تنمية الفرد والمجتمع. اما النموذج التطبيقي الذي قدمه من بنك دبي الإسلامي والبنك الإسلامي الأردني وهو صندوق القرض الحسن فهو نموذج جيد له أثره في فك ضائقة المعسرين، ولكن ينبغي على المصارف الإسلامية كذلك أن تبين وتنمي وعي الناس بالادخار والاقتصاد وعدم الاسراف وتبين لهم ضرر الديون الاجتماعية والنفسية. أما التوصيات التي توصل إليها الباحث الفاضل وأشد على يديه مؤيدا ومطالبا أن تدرس المصارف الإسلامية هذه التوصيات مع الأخذ بالاعتبار ما قدمه الباحث من توطئة مهمة لبحثه شاكرا له حسن تعبيره وسلاسة …… ورقة كلماته واستشهاده الموفق فيما كتبه بالكتاب والسنة وجزاه الله كل خير. أما بحث دور المصارف الإسلامية للباحث الفاضل الدكتور أحمد الصديق جبريل في تمويل الصناعات الصغيرة بالتطبيق على بنك فيصل الإسلامي السوداني، فقد انصب جل البحث في التفصيل الدقيق على التطبيق الذي يجريه البنك في هذا التمويل مع الاحصائيات والحسابات والشروط والنتائج مع نقاط الضعف والمعوقات. وهذا يعتبر نموذجا عمليا في تنمية المجتمع ويتحدد بظروف كل بلد على حدة وهي مساهمة فعالة ومهمة ينبغي أن تؤخذ بالاعتبار وأن تكون من أهم المصادر العملية للمصارف الإسلامية حين تضع في اعتبارها خطة التنمية وهيكلها، وجزاه الله خيرا على ما قدم. والبحث الثالث والأخير وهو القياس المحاسبي للمسؤولية والاجتماعية في البنوك الإسلامية للباحث الفاضل الدكتور عبد الإله نعمة جعفر فقد أفادني جزاه الله خيرا في هذا العلم وهو القياس المحاسبي نظرا لاختلاف التخصص وتعقيبي عليه من نقطتين: الأولى: أن التنمية الاجتماعية عند كثير من العاملين في المصارف الإسلامية وكذلك عند غيرها هي من الاعمال الخيرية التي تأتي من …… الزكاة والخيرات التي تنشئها بعض هذه المصارف، ولا تدخل في الهيكل المحاسبي للمصرف ولا تخضع غالبا لهذا القياس المحاسبي. النقطة الثانية: أن الباحث الفاضل أعطى نموذجا للتطبيق من خلال المصرفين العاملين في المملكة الأردنية الهاشمية، البنك الإسلامي الأردني للتمويل والاستثمار وقد باشر عمله منذ أكثر من عشرين عاما واقتصر في عرض القياس المحاسبي عليه نظرا لتجربته، وحبذا لو أخذ نموذجا آخر كبيت التمويل الكويتي أو بنك دبي الإسلامي وهما كذلك من أوائل المصارف الإسلامية حتى نستطيع أن نظهر حسابيا مدى الكلفة المالية في هذا الاتجاه وانفاق هذه المصارف، ومدى ما تكسبه من اقبال الناس عليها نظرا لمساهمتها الفعالة في التنمية الاجتماعية. وأشكره كثيرا على أراده نموذجا مقترحا للقياس المحاسبي للمسؤولية الاجتماعية ….. إلى المصارف الإسلامية. وفي نهاية هذا التعقيب أقول: ينبغي أن تكون هناك خطة واضحة دقيقة تدخل في سياسات وأهداف المصارف الإسلامية للتنمية الاجتماعية وفي زعمي أنه لا يوجد خطة استراتيجية لهذا الموضوع، وإن كان من جديد في هذا المؤتمر فهو في هذا الجانب الذي أؤكد على أهميته وعلى عقد حلقات نقاش مخصصة له. والله ولي التوفيق..

Scroll to Top