خالد المذكور في أول لقاء يتناول الجوانب السياسية وفق نظرة شرعية لــ القبس:النزول إلى الشارع من دون ضوابط مخالف للشرع .. واقتحام المجلس غير جائز

أجراه أحمد المسعودي

في أول لقاء سياسي من نوعه وفق نظرة شرعية، فاضت قريحة رئيس اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية التابعة للديوان الأميري د. خالد المذكور، بالحديث عن عدد من القضايا التي تشغل الشارع الكويتي، بما في ذلك أداء مجلس الأمة والحكومة، ووصول النواب من التيار الإسلامي إلى قاعة عبدالله السالم، مروراً بالأحداث التي مرت بها البلاد، خصوصاً في الفترة الماضية.

وقال المذكور لــ القبس إن النزول إلى الشارع من دون ضوابط أو عدم احترام للقانون يعد منافياً للشريعة الإسلامية السمحاء، بما في ذلك اقتحام مجلس الأمة، رافضاً في الوقت نفسه تسمية يوم الاقتحام باليوم الأسود، باعتباره مسمى غير جائز شرعاً، بل من الممكن تسميته باليوم الذي أفزع أهل الكويت، خصوصاً أن هناك من يريد شراً بالكويت، وصوّر الأمر على أنه انقلاب على نظام الحكم.

وتحدث المذكور عن وصول التيار الإسلامي إلى مقاعد مجلس الأمة، مستغرباً ممن يتخوف ويصوّر الأمر على أنه انقضاض على الحريات، سواء في الكويت أو المنطقة العربية التي شهدت الثورات، مطالباًَ في هذا الصدد بأن يثبت الإسلاميون في مجلس الأمة أنهم يريدون الإصلاح لهؤلاء الذين فزعوا من وصولهم إلى المجلس.

المذكور يؤكد أنه لا يتبع أو ينتمي إلى أي تيار سياسي أو ديني، بل تياره الإسلام الذي تربى ونشأ عليه وعلى أحكامه، كاشفاً أن له أصدقاء من التيارات الإسلامية ومن الليبراليين والعلمانيين، فاختلافه معهم في الفكر لا يفسد الأمر.

ويوضح المذكور أنه مع تعديل المادة 79 من الدستور، طالما أن الأمر في المحصلة الأخيرة يعود إلى ولي الأمر، كما هو منصوص عليه في الدستور، متطرقاً إلى قضايا أخرى، كالحسينيات، والمساجد، والوحدة الخليجية، وغيرها من القضايا، وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

أين أنت من الساحة المحلية، خاصة ان ظهورك مقتصر على البرنامج الأسبوعي الديني «مع الإسلام»؟

ــــ أنا متواجد في الساحة المحلية، ولست بعيدا عن الإعلام، فلدي برنامج منذ العام 1981 كما تعرفون، وهو برنامج «مع الإسلام» الذي لم ينقطع إلا خلال فترة الغزو (الذي حدث في اليوم الذي كان موعد برنامجي، وسجلت حلقة بعد الغزو في ديوانية الغنام)، وبين فترة وأخرى ادعى إلى بعض البرامج في تلفزيون الكويت، والقنوات التلفزيونية الاخرى، حول قضايا شرعية، بالإضافة إلى الصحافة، من خلال مشاركتي في الرد على الأسئلة الدينية، وأيضا لي تواجد في إذاعة الكويت.

الظهور الإعلامي

لكن ذلك كله يصب في الجانب الشرعي والديني، فأين أنت من الجانب السياسي؟

ــــ حقيقة اسأل في كثير من الأحيان حول عدد من الجوانب الشرعية من منظور شرعي وديني، خاصة في فترة الانتخابات، وأبدي رأيي الشرعي، لان الأمور الدينية والشرعية نلجأ إليها في كل الجوانب الاخرى، لأنها ترتبط بالجانب الديني.

دخولك في عالم التغريد جاء متأخرا.. فما الذي حفزك لذلك؟

ــــ في الحقيقة كنت مترددا، وكنت اسأل أولادي، فوجدت منهم من يحببني ومن يرفض، وحجتهم أن عالم التغريد فيه مغردون من أصحاب التغريدات المرفوضة، لان التغريد من اسمه هو بث كلام كتغريد البلابل، لكن ردي هو أن أي مجلس تجلس فيه تجد من يتعقل الكلام ويتحدث بروية ولا يخرج منه إلا ما يلاقي الاستحسان، وفي المقابل تجد أفرادا على عكس ذلك تماما، والحال نفسها في عالم التغريد في «تويتر» هناك من يتعجل ومن يسفه ويكتب للاستهزاء، فمن يغرد كما أغرد، أرد عليه بتغريدة العصافير والبلابل، وهو يفتح باب التواصل، وهو للتآلف والاستفادة من العلوم وليس موضوعا للتناحر.

التيار الإسلامي

إلى أي تيار ديني أو سياسي أو توجه ينتمي د. خالد المذكور؟

ــــ أنا أميل إلى التيار الإسلامي الذي درسته وعرفته، وهو الإسلام بشموله الذي نظم حياة المسلم منذ خلقه الله نطفة، ووجود أحكام دينية اقرها الدين الإسلامي، فهناك أحكام للفرد والإنسان والمجتمع وللحاكم والمحكوم، فهذا هو التيار الذي أنتمي إليه، ومع التيار الإسلامي المعتدل، سواء كان سلفيا أو إخوانا، وقد انضممت لجمعية الإصلاح في فترة من الفترات.

ما تعليقك على من يقول إن المنطقة العربية بما في ذلك دول الخليج مقبلة على سيطرة من قبل التيار الإسلامي، وتحديدا من تيار الإخوان؟

ــــ «الإخوان المسلمون» هم جزء من المسلمين، وهذه الجماعة لها برنامج وأهداف، ولها وسائل، وإذا وجدت فرصة للإصلاح فلا بأس به، وكذلك السلف وجماعة التبليغ أيضا، فالكل هدفه واحد هو شرع الله سبحانه، وإصلاح الفساد السياسي والمالي والاقتصادي والمجتمع وغيره من الإصلاحات. في المقابل هناك مسلمون مستقلون لهم طرقهم، لكن التخويف من الإخوان أو السلف أو التيار الإسلامي بشكل عام تخويف مبالغ فيه، وهو تخويف تخشاه الولايات المتحدة وإسرائيل، ولنا شواهد في الثورات العربية، كما في مصر والدول التي حدثت فيها الثورات، فعلى هذه التيارات أن تثبت أنها فعلا قادرة وعازمة على الإصلاح.

الإسلاميون والمجلس

كيف تنظر إلى وصول التيار الإسلامي الى مجلس الأمة في الانتخابات التشريعية الأخيرة؟

ــــ يجب على التيار الإسلامي والأغلبية النيابية التي وصلت إلى مجلس الأمة أن تحدد الأولويات وتمد يد التعاون مع المستقلين وإعطاء الحكومة فرصة بان تعمل، فالكل يسعى لخير الكويت وعزتها والابتعاد عن المماحكات والمكر السياسي والظنون، وان يكون العمل والفعل هما البارزان، وحديثي للكل، أقلية وأغلبية ونوابا إسلاميين، ألا يتم إقصاء الأقلية في العمل الجماعي من اجل الكويت.

هل انحرف النواب عن جادة الصواب باستخدامهم السب والقذف والمشاجرات كوسيلة لفرد العضلات أمام ناخبيهم؟

ــــ للأسف الشديد أصبح ذلك ظاهرة في المجلس، وهذا ليس من شرع الله، والارتقاء بالحوار والنقاش مطلوب، فهناك لائحة تضبط العمل في المجلس، كما أنه لا ضرر أن يتأسف الواحد لزميله، وأن يتقوا الله سبحانه في عملهم فلا مجال لفرد العضلات أمام الناخبين، في المقابل هناك من يعمل في صمت في مطبخ المجلس، فالمطلوب ضبط الكلام والحوار ومعالجة الملفات، ونحن في اللجنة العليا لتطبيق أحكام الشريعة وزعنا كتيبا حول أدب الحوار على المجلس في وقت سابق.

تعديل المادة 79

كيف تنظر إلى رغبة التيار الإسلامي والأغلبية النيابية في تعديل المادة 79 من الدستور؟

ــــ إن تعديل الدستور أو أي مادة منه يخضع لترتيبات لأنه من الدساتير الجامدة كما يصفه الخبراء والقانونيون، لأنه لا يتم إلا بثلثي الأعضاء ورغبة سمو الأمير، وأؤيد تعديل المادة لأنه في المحصلة الأخيرة متروك لسمو الأمير الذي قد يرد أو يوافق على التعديل، وهذا حق أصيل لسموه، والذي يقول نحن دولة مؤسسات ودولة مدنية فاننا نقول له لا يوجد في الإسلام دولة بهذا المسمى، والحقيقة هناك دولة إسلامية وأخرى غير إسلامية ودولة مدنية تعني دولة غير إسلامية كما أن هناك من يتخوف من تعديل المادة أو بعض الأمور بأنه انتزاع الحريات وهو مفهوم خاطئ.

Scroll to Top