حرّم الإسلام الغش في كل شيء، وجاء حديث الرسول صلى الله عليه وسلم جامعا ومانعا ومبعدا كل غاشٍ عن جماعة المسلمين، فقال صلى الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا».
والغش في الاختبارات يدخل في هذا العموم؛ لأنه أولا محرم بحكم الشرع، وثانيا لأنه يهدر حقوق المجدين والمجتهدين والساهرين من أجل التحصيل، ويقتل الإبداع والمبادرة لدى النابهين والمتفوقين، حيث تتساوى النتائج بين من بذلوا كل جهد، ومن تكاسلوا وتخاذلوا.
علماء الشريعة تحدثوا عن حرمة الغش في الاختبارات، وهذا ما قالوه:
أكد د.خالد المذكور أن الغش حرام بالإجماع، ففي الحديث الشريف: «من غشنا فليس منا»، وسواء كان هذا الغش في الامتحانات أو التجارة أو أي عمل، واعتبر الغش ظلما مبينا، فإذا غش الطالب في الامتحان فهذا يساوي بين الطالب المجتهد والكسول في آن واحد، وهذا، كما يصفه، من الغبن وهضم الحقوق، وعن حكم الشرع في تساهل المراقبين وقت الاختبارات والغش للطلبة، أكد د.المذكور أن هذا يعد من شهادة الزور ويصير مكسبه خبيثا وآكلا للحرام لأنه يتقاضى أجره لمراقبة الامتحان، قال تعالى: (وأقيموا الشهادة لله) وإقامة الشهادة أداؤها على وجهها الذي ينبغي.
من الكبائر
كما يؤكد العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية د ..عجيل النشمي بقوله: الغش حرام، وهو من الكبائر التي نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: «من غشنا فليس منا»، أي أن صفة الغش لا تكون في المسلمين، والغش خيانة للأمانة سواء في البيع أو التجارة أو العلم، وأخطر ما يكون الغش في الامتحان، لأنه غش للنفس وللغير، لأنه يترتب عليه أخذ الطالب تقديرا لا يستحقه فيتقدم على غيره ممن هم أفضل منه، ولا تظهر خطورة الغش إلا بعد التخرج في الثانوية او الجامعة، وأخطر ما يكون إذا كان عمله بعد التخرج في الوظائف ذات الخطورة كالطب والهندسة وغيرهما، فكيف يقوم بواجبه؟ وأخشى أن يكون ما يأخذه من أجر على عمله حراما، لأنه يأخذ ما لا يستحقه، مشيرا إلى أن الغش سلوك رديء يحاربه الإسلام والنظم كلها، فواجب إدارة المدرسة الحزم في هذه القضية الأخلاقية، كما يجب على الأمهات والآباء أن يحذروا أبناءهم من التفكير فيه أو ممارسته.
ما بني على باطل فهو باطل
ويرى د ..بسام الشطي أنه لا يجوز للإنسان أن يأخذ وينال الأوسمة والمناصب من خلال الغش، فما بني على باطل فهو باطل، وهذه قاعدة فقهية أصيلة، وعلى الشخص إذا دخل زورا وبهتانا وحصل على منصب أو نحوه فقد أخذه ظلما، وهذا لا يجوز مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا»، مشيرا إلى أن الإنسان إذا مارس الغش في المرحلة الثانوية أو الجامعة ثم تقلد أحد المناصب التي لا يستحقها فكل راتب يتقاضاه يكون عليه حراما، لأنه لم يأخذ هذه الشهادة إلا عن طريق الغش، والغش أصله حرام لقوله صلى الله عليه وسلم: «أيما لحم نبت من حرام فالنار أولى به».
وأضاف: نرى بعض الطلاب يبررون لأنفسهم الغش على أن ن «هناك مواد لا تفيدنا في حياتنا كاللغات الأجنبية»، أنه لم يتخصص في مادتي الفيزياء والكيمياء، وهذا التبرير منه غير صحيح، فيجب على الإنسان أن يدخل الاختبارات بجهده وبتوفيق من الله، فعلى الطالب مراقبة الله عز وجل، ولا يجعل كل همه أن يغش أو كيف يغش، ناصحا الطلاب بأن يجدوا ويجتهدوا، فمن جد وجد ومن زرع حصد، وعليه أن يشغل الوقت الذي يدفعه للغش في حفظ المواد ومراجعة الدروس.


