الاستخارة هي طلب الاختيار أي أن يصرف العبد همته لما هو مختار عند الله بالصلاة والدعاء، وفي الحديث الصحيح: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها.
والاستخارة سنة وليست بواجب وهي التسليم لأمر الله والألتجاء إليه سبحانه ومنها تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه.
والاستخارة تكون في الأمور التي لا يدري الإنسان وجه الصواب فيها، أما ما هو معروف خيره وشره كالعبادات الواجبة أو النافلة، والمحرمات كالمعاص والمنكرات فلا حاجة إلى الاستخارة فيها.
والاستشارة قبل الاستخارة يقول النووي: يستحب أن يستشير قبل أن الاستخارة من يثق في نصحه وخبرته، ويثق في دينه ومعرفته يقول تعالى (وشاورهم في الأمر).
وكيفية الاستخارة تكون بركعتين من غير الفريضة بنية الاستخارة ثم يكون الدعاء المأثور بعدها وهذا ما اتفق عليه الفقهاء، واستحسن بعض الفقهاء أن يقرأ بعد الفاتحة في الركعة الأولى بقوله تعالى (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون، وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون، وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والأخرة وله الحكم وإليه ترجعون).
ويقرأ بعد الفاتحة في الركعة الثانية بقوله تعالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا).
ودعاء الاستخارة هو ما اخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن “إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل “اللهم أني استخيرك بعلمك …. بقدرتك واسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال عاجل أمري وآجله – فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري أو قال عاجل أمري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به، وقال تسمى حاجته”، ويستحب أن يفتتح الدعاء ويختمه بالحمد لله والصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويستقبل القبلة رافعا يديه ويكون الدعاء عقب الصلاة”.
وعلى المستخير ألا يتعجل الإجابة لأن ذلك مكروه يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت الله فلم يستجب لي” كما يطلب منه الرضا بما يختاره الله …
وذهب جمهور الفقهاء إلى أن المستخير إذا لم يظهر له شيء ولم ينشرح صدره فينبغي أن يكرر الاستخارة بالصلاة والدعاء سبع مرات لقول الرسول صلى الله عليه وسلم لانس: “يا أنس إذا همت بأمر فاستخر ربك فيه سبع مرات ثم أنظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه”.
وعند بعض الفقهاء يجوز الاستخارة للغير وإنابه غيره بالاستخارة أحدا من قول الرسول صلى الله عليه وسلم “من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه”.
وذهب الفقهاء إلى أن علامة القبول في الاستخارة فهي انشراح الصدر لقول الرسول صلى الله عليه وسلم “ثم انظر إلى الذي يسبق إلى قلبك فإن الخير فيه” أي فيض إلى ما انشرح به صدره.
وأما علامة عدم القبول فهي أن يصرف الإنسان عن الشيء ولا يبقي قلبه معلقا به وهو هذا الذي نص عليه الحديث: “فاصرفه عني واصرفني عنه وأقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به”.