- الأخت عفاف السعدي تقول في سؤالها: يؤكد البعض أنه لا وجود للسحر فكيف هذا وقد ذكره الله في سورة البقرة وإذا كان السحر موجوداً فهل يعتبر اتقاء شره ومحاولة ابطال العمل الشرير للسحر حلالا أم حراماً؟
يقول الله تعالى: “…………. الشياطين على ملك سليمان، وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من احد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الاخرة من خلاق ولبئس ما سروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون، ولو أنهم آمنوا واتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون”.
هذه الآيات هي عمدة الاحكام التي تتعلق بالسحر في كتاب الله تعالى وقوله تعالى: “وما هم بضارين به من احد إلا بإذن الله…”، مصرحة بأن ما شاء الله كان وما لم يشأ فإنه لا يكون، ولذلك فإن الساحر لا يستطيع أن يؤثر بسحره إذا لم يشأ الله ذلك، وفي هذا توجيه لقلوب العباد كي تقصد معبودها وربها دون غيره فعليه التوكل وهو المرتجى ولا حول ولا قوة إلا به.
والطرق المشروعة المباحة لاتقاء السحر وابطال عمل الساحر هي الرقي والتعاويذ وهي ألفاظ خاصة مشروعة كالفاتحة والمعوذتين وشروطهما ثلاثة:
ألا يكون بها شرك ولا معصية كدعاء غير الله والاقسام على الله بغير الله.
أن تكون باللغة العربية أو ما يفقه معناه.
وإلا يعتقد كونها مؤثرة بنفسها.
وانفع أنواع الرقي ما كان بالقرآن الكريم وهي ليست مقصورة على انسان بعينه فإن المسلم يمكنه أن يرقي نفسه ويمكن أن يرقي غيره وان يرقيه غيره ويمكن للرجل أن يرقي امرأته ويمكن للمرأة أن ترقي زوجها، ولا شك ان صلاح الإنسان له اثره في النفع، وكلما كان أكثر صلاحا كان أكثر نفعا لأن الله يقول: “إنما يتقبل الله من المتقين”.
ومن الآيات والادعية النافعة: الاستعاذة من الشيطان بقول تعالى: “وقل رب اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك رب ان يحضرون”، وقراءة سورة البقرة وقراءة أية الكرسي وقول لا إله إلا الله وقراءة الآيات التي يتضمن لفظها ابطال السحر كقوله تعالى: “فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون” وقوله: “فقلبوا هنالك صاغرين” وقوله عز وجل: “ما جئتم به السحر أن الله سيبطله أن الله لا يصلح عمل المفسدين”، وقوله تعالى: “انما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث اتى”.