الناصح الأمين

  • الأخ جاسم ع. م من الكويت يقول في سؤاله: انا شاب لي بعض تجارب مع الناس في بعض الأمور الدنيوية ويسأل عن الصفات التي ينبغي ان تتوافر في الناصح الأمين او المشاور؟

أخي الكريم: الإنسان في هذه الحياة يمر بتجارب كثيرة متعددة يلتقي فيها بكثير من الناس فيهم من الطباع المتغيرة المتلونة المتحركة الشيء الكثير نتيجة بعدهم عن المبدأ الثابت الراسخ وهو الركون إلى الله وعدم مراقبتهم له في جميع الأمور.

ويا أخي تسأل عن الصفات التي ينبغي ان تتوافر في الناصح الأمين يا أخي لقد رجعت إلى كتب الفقه والأخلاق فوجدت فيها ان المشاورة مبدأ عظيم من مبادئ الإسلام لقوله تعالى: “وشاورهم في الأمر” ولقوله تعالى: “وأمرهم شورى بينهم” فالرسول مأمور بالمشاورة لكي يستن بسنته المسلمون ويتبعه المؤمنون، ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه ” الرجال ثلاثة رجل ترد عليه الأمور فيصدرها برأيه، ورجل يشاور فيما أشكل عليه وينزل حيث يأمره أهل الرأي، ورجل حائر بائر لا يأتمر رشدا ولا يطيع مرشدا”، وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه: “نعم المؤازرة المشاورة وبئس الاستعداد الاستبداد” وقد ذكر بعض الفقهاء خمس خصال لأهل المشاورة اذكرها هنا للفائدة إن شاء الله:

الخصلة الأولى: عقل راجح مع تجربة سابقة فإنه بكثرة التجارب تصح الرؤية وفي هذا يقول الشاعر:

ألم تر أن العقل زين لأهله

                            ولكن تمام العقل طول التجارب

الخصلة الثانية: أن يكون ذا دين وتقى، فإن ذلك عماد كل صلاح وباب كل نجاح ومن غلب عليه الدين فهو مأمون السريرة موفق العزيمة.

الخصلة الثالثة: أن يكون ناصحا ودودا فإن النصح والمودة يصرفان الفكرة ويمحصان الرأي.

الخصلة الرابعة: أن يكون سليم الفكر من هم قاطع وغم شامل، فإن عارضت فكرته شوائب الهموم لم يسلم له رأي ولم يستقم له خاطر.

الخصلة الخامسة: إلا يكون في الأمر المستشار فيه غرض يتابعه ولا هوى يساعده فإن الأغراض جذابه والهوى صياد والرأي إذا عارضه الهوى وجاذبته الأغراض فسد. اخي: هذه الصفات التي ذكرها بعض الفقهاء للناصح الأمين

Scroll to Top