لا شك ان الطريق إلى التقدم والازدهار يمر عبر بوابة التعليم الذي هو مفتاح لآفاق المستقبل. والكويت تولي التعليم أهمية كبيرة، وتنفق عليه الأموال الطائلة، ورغم ذلك ما زلنا نصنف في مراتب دول العالم الثالث رغم وجود المال! في اول خطاب لرئيس الولايات المتحدة الأميركية للامة قال: “ان اصلاح التعليم يمثل حجر الزاوية في ادارتي” وتعهد بالا يترك طفلا بلا تعليم، وبدا واضحا ان قضية التعليم تحتل الأولوية في سلم المهام القومية رغم ان الولايات المتحدة الأميركية تحتل المرتبة الأولى صناعيا وعسكريا. ان الخطط والبرامج والسياسات الموضوعة، هي التي تساهم في دفعنا إلى مصاف الدول المتقدمة، وهي المسؤولة – في الوقت نفسه – عن تدني مستوى العملية التعليمية. ان نقل التعليم من المدارس إلى البيوت، فضلا عن تفشي ظاهرة الدروس الخصوصية، دليل واضح على وجود خلل في النظام التعليمي، فالتعلم هو مفتاح آفاق المستقبل، وهو الذي يطلق قدرات الانسان وطاقاته للتقدم، ويبرز مواهبه ويصقلها ويجعلها قوة دافعة للتقدم والتطوير والتجديد، وإذا لم تتحقق هذه الأمور فينبغي التوقف للمراجعة ولتقييم وتسليط الضوء على المسيرة التعليمية بالنقد والتحليل بموضوعية مطلقة وشفافية. ان مواجهة التحديات المستقبلية تتطلب قدرا كبيرا من القوة والمرونة في المنظومة التعليمية، ولا يتأتى ذلك إلا بتطوير النظام التعليمي باعتباره مفتاح كل تقدم حضاري، والانسان الواعي قادر على تطويعه لدفع عجلة التقدم في المجتمع، وهو القادر والمؤهل للقيام بذلك، وهو الثروة الطبيعية التي لا تنضب ورأس المال المتجدد، وهو عماد قيام الثورة الصناعية وثورة الاتصالات في الدول الصناعية الكبرى. ان تشخيص العلل التي يعاني منها التعليم ووضع الحلول الناجعة مسؤولية مشتركة تقوم بها القيادات المخلصة ويدعمها شعب واع. سيف الحطاب