ربنا ولك الحمد

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله… اللهم ربنا لك الحمد كما خلقتنا ورزقتنا وهديتنا وعلمتنا وأنقذتنا وفرجت عنا، لك الحمد بالإسلام ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة، كبت عدونا وبسطت رزقنا وأظهرت أمننا وجمعت فرقتنا وأحسنت معافاتنا… ومن كل – والله – ما سألناك ربنا أعطيتنا، فلك الحمد على ذلك حمدا كثيرا، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا من قديم، أو حديث، أو سر أو علانية، او خاصة أو عامة، أو حي أو ميت، أو شاهد أو غائب، لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت… اللهم ان ابتليت فكم عافيت، ولئن زويت فكم سخيت، ولئن منعت فكم أعطيت، اللهم لئن قدرت فلقد لطفت، ولئن اصبت فلقد اجرت، ولئن امتحنت فلقد أعنت… الحمد لله الذي جمع لنا أطراف النعم، وأولها نعمة الإسلام والايمان التي لا يعدلها نعمة.. وأسبغ علينا نعمة ظاهرة وباطنة مما لا يمكن عده ولا يقدر على احصائه.. فلا ندري أيها أعظم.. نعمة الامن والاستقرار.. أم نعمة العافية والمعافاة.. ام نعمة الجدة والغنى! والحمد لله الذي عرفنا بنعمه وذكرنا بها حين ابتلانا بفقدها.. والحمد لله الذي حين قدر تجريدنا منها.. شاء ان يبقي لنا رأس النعم وكبراها، نعمة الإسلام والايمان، فبها وحدها يعوض كل شيء، ودونها لا يبقى لنا شيء ولو ملكنا كل شيء.. والحمد لله الذي ابتلانا ليختبر صبرنا وشكرنا وليمحص ما في قلوبنا وليصقل ايماننا ويزيد يقيننا وليكشف لنا نقاط القوة والضعف فينا.. الحمد لله الذي قدر علينا القضاء فأنزل معه اللطف، وسبحانه من سلط علينا بنى جلدتنا، وسخر لنا العالم كله بقدرته جل وعلا وحده، وبلطفه وتقديره وعنايته.. “هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم اكفر”. الحمد لله الذي اعاننا على الشكر في السراء بعد أن ألهمنا الصبر في الضراء، فأخرجنا من هذه المحنة أصلب عودا وأكثر خبرة وأشجع قلوبا وأعمق يقينا وايمانا وأكثر جرأة وأمضى إرادة.. الحمد لله الذي كشف البلاء وبشهور قلال ومنعه من الامتداد لسنين طوال، وهو القادر سبحانه وتعالى على ذلك ان شاء، ولنا فيمن حولنا من الشعوب والأمم المثال.. الحمد لله الذي نصر الحق وأزهق الباطل وجاء بالنصر بعد الحصر ليجعل ذلك دافعا لنا لشكره وتقواه “ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فأتقوا الله لعلكم تشكرون”. الحمد لله الذي علمنا الاتزان في الفرح والترح ونهانا عن الشطط والغلو، فقال في محكم كتابه “ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور”. يا أبناء الشعب الكويتي المرابط…. حق لكم اليوم أن تفرحوا بنصر الله “ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم”، حق لكم اليوم ان تفرحوا بصبركم مصابرتكم ورباطكم وتقواكم لله تعالى فأن ذلك طريق الفلاح قال تعالى “يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون”. لقد سجلتم جميعا رجالا ونساء شبابا وشيبا اسمى آيات المجد والعز وسطرتم في سجل التاريخ أنوارا مضيئة لصبر شعب صغير بإيمانه الكبير امام اعتى الطغاة والمجرمين في القرن العشرين، لقد عرفتم سبيل مواجهة المحن، فلقد كان الله تعالى ملجأكم والصبر زادكم والصلاة عونكم والدعاء سلاحكم والاخوة قوتكم. إخواننا المواطنين والمقيمين… ان هذا النصر المبين لهو نعمة عظيمة جليلة تستوجب منا الشكر والحمد لناصرنا وحافظنا ربنا تبارك وتعالى ولنا في رسول الله أسوة حسنة، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه إذا جاءه امر يسره خر لله ساجدا شكرا له عز وجل، كما صح انه صلى يوم فتح مكة وقت الضحى ثماني ركعات استجابة لأمر الله له “إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا” وذهب جمهور من العلماء إلى استحباب سجدة الشكر لمن تجددت له نعمة تسره أو صرفت عنه نقمة، فشكر المؤمنين لله هو السجود والطاعة، وليس من هدى الإسلام ان يعصى الله بالمعازف، واللهو المحرم والتبرج بحجة الفرح والاحتفال بالنصر، وكما لجأنا إلى بيوت الله في محنتنا وعسرنا فلنلجأ إليها في يسرنا وجميع أحوالنا… ومن هذا المنطلق ندعوكم أيها الاخوة والاخوات لصيام يوم الاثنين الموافق 18/شعبان/1411، 4/3/1991 شكرا لله تعالى وصلاة قيام الليل وسماع موعظة بهذه المناسبة بعد صلاة العشاء وذلك حسب الجدول المرفق. يا أبناء شعبنا الكريم… اننا وفي هذا المقام لنتقدم وباسمكم بالشكر الجزيل لتلك الايادي المتوضئة التي انطلقت من بيوت الله منذ الأيام الأولى للغزو الغاشم لجان التكافل الاجتماعي التي أكدت اصالة هذا الشعب وصلابته وعزيمته في المحن والشدائد، وانه ليسعدنا أن تشاركنا فرحة النصر كما شاركتنا مرارة المحنة، كما نتقدم بجزيل الشكر والعرفان لجميع القوات والشعوب الإسلامية والعربية والصديقة التي نصرت قضيتنا وساهمت بتحرير بلادنا، كما أننا نؤكد في هذا المقام على وحدة الصف وجمع الكلمة وان تسود الأخوة الإسلامية صفوفنا مواطنين ومقيمين وان نوصد أبواب الفتنة وشق الصف وتشويه ذلك التلاحم الحميم الذي ساد أيام المحنة بيننا جميعا… الله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين… جمعية الإصلاح الاجتماعي الأربعاء 13 شعبان 1411 الموافق 27 فبراير 1991

Scroll to Top