الإرهاب أشد فتكا من الأسلحة الكيماوية

في ملتقى إقامته اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق الشريعة الإسلامية

 

المذكور: الإرهاب أشد فتكا من الأسلحة الكيماوية

الزميع: ندور في الفراغ والمتطرفون معادون للديمقراطية

 

الحوادث الإرهابية الأخيرة يجب ألا تكون سببا في ضرب التيار الإسلامي

الليبراليون يعتقدون بإمكان اقتناص الفرصة للنيل من خصومهم الإسلاميين

ليلى الشافعي

حذر رئيس اللجنة العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية د. خالد المذكور من خطر الإرهاب الذي تعرضه وسائل الإعلام والمعلومات، مجسدا في الأشلاء المقطعة والدماء السائلة والأجساد المفحمة والسيارات المفخخة فلم يترك طفلا ولا امرأة ولا رجلا ولا مسكنا ولا مأوى ولا وطنا.

قال في كلمته تحت عنوان “الإرهاب ظاهرة أم مشكلة في الكويت” في ملتقى اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية والذي أقيم تحت عنوان “مكافحة الإرهاب ضرورة وطنية وفريضة شرعية”، قال: إن موضوع الإرهاب كثرت مؤتمراته وندواته ومنتدياته على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، وذلك لكثرة خطره وتعدد طرائقه وتنوع وسائله وتهديده لنعمة الأمن والاطمئنان “وآمنهم من خوف” مطالبا بمواجهة هذا الخطر الإرهابي اليومي، وأن يعقد المزيد من الاجتماعات والمؤتمرات له وأن تتضافر الجهود وتتناسق الحلول فيه فهو لا يقل أهمية عن الأمراض الخطيرة والتلوث البيئي وخطر الأسلحة الكيماوية بل إن هذه الأمور تعد وسيلة من وسائل الإرهاب.

وزاد د. المذكور: إن خطر الإرهاب يتمثل في أنه ممتد في التاريخ الإنساني فلا وطن له ولا دين له، ولذلك أصبح علاجه والحد من خطره واجبا شرعيا وضرورة وطنية وهو متجدد وإن نامت خلاياه فترة فلا ينبغي الفتور عنه أو نسيانه أو تجاهله.

وقال: لست هنا بصدد تحديد مصطلح الإرهاب والتنظير له وما يعتبر منه وما يخرج عن حده ورسمه على الرغم من وجود الأصل اللغوي له إذا لم يستطع المفكرون والباحثون أن يتفقوا أو يجمعوا على تعريف جامع مانع له، بل اجتهد كل منهم في تعريفه بناء على منهجه وفكره، وكذلك حاولت دول وهيئات عالمية أن تعرف الإرهاب، ولكن لم تتوصل إلى تعريف شامل له.

وأوضح أن شريعتنا الغراء نجد فيها أن أقرب جريمتين لمصطلح الإرهاب هما جريمتا الحرابة والبغي، وهذا من شمول الشريعة التي لا تدع مجالا للمفسدين والمجرمين، مبينا أن محاور معالجة الإرهاب متعددة ومتنوعة لا نستطيع في هذه الندوة أن نبحثها كلها أو نستوعب أبعادها وأسبابها ووسائل معالجتها.

وأضاف: لقد اقتصرنا في هذه الندوة على أربعة محاور نلمسها لمسا خفيفا لتحديد حجمها وجمع شتاتها ومن ثم تعميق البحث حولها واستجلاء دقائقها، وهذه المحاور تتعلق بالإرهاب فكرا ومشتملة وبه شرعا وإعلاما مع مفهوم دقيق يحتاج إلى معالجة قادمة بإذن الله وهو مفهوم المواطنة وله متعلق بالإرهاب من قبل ومن بعد، واللجنة الاستشارية ضمن رؤيتها ورسالتها ومبادئها وسياساتها وأهدافها العامة ووسائلها نجد أن من الضروري بحث هذه المحاور من باب تهيئة الأجواء واستكمال تطبيق أحكام الشريعة ومبادئها، بالإضافة إلى ما قامت به من جهود في تعديل الكثير من القوانين والنظم على جميع المناحي.

من جهته، تحدث الوزير السابق د. علي الزميع عن (الإرهاب ظاهرة أم مشكلة في الكويت) وشرح التطرف الديني وأسبابه في الأزمة الفكرية المعاصرة، من الجهل بحقيقة الدين، والخلط في مفهوم الفكر الإسلامي وتعثر حركة التجديد والاجتهاد، والشعور بالاغتراب، ومواقف التيارات الفكرية المنافسة محليا ودوليا، وتراجع برامج الحركات الإسلامية في المجالات التنموية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ثم انتقل إلى توضيح العولمة والصراع الدولي والطائفية والمذهبية وعجز المؤسسات الدينية الرسمية والتعليم الديني.

وبين د. الزميع أسباب التطرف الديني في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المعاصرة.

واكد أن معالجة ظواهر التطرف الديني من خلال الوقوف على خلفياتها ومعالجة مسبباتها وهي تكتسب أولوية وأهمية خاصة ليس بهدف استرضاء أنظمة سياسية أو قوى دولية معينة، إنما هو عمل موجه نحو حماية الفكر الإسلامي وتعزيز وتأصيل البعد الحضاري في التيار الإسلامي ككل.

وحذر من الحوادث الإرهابية الأخيرة وأنها مدعاة لمعالجة أسباب الغلو والتطرف ولا يجب أن تكون سببا لتبرير ضرب التيار الإسلامي.

وقال الزميع: إن التطرف هو الترجمة السلوكية للغلو في الفكر والدعوة إليه، وهو معروف في العديد من دول العالم في المجالات الفكرية والدينية والسياسية، أما الإرهاب فهو اعتداء شرير يستهدف حق البشر في الحياة الآمنة، بل في الحياة الطبيعية أو المدنية.

وتحدث عن مفاهيم الولاء والبراء، وأن هناك عوامل عديدة خلفت الفكر الإرهابي.

وزاد: إن من يرفعون شعارات الديمقراطية من هذه الجماعات المنحرفة نجد مضامين أفكارهم تتناقض تماما مع الديمقراطية وأشار إلى أن الجهل بالدين والخلط بين مفهوم الفكر الإسلامي وتعثر حركة التجديد والاجتهاد والشعور بالاغتراب وموقف التيارات الفكرية المناقشة محليا ودوليا، مع تراجع برامج الحركات الإسلامية في المجالات التنموية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، مع عجز المؤسسات الدينية كلها من أسباب هذه الظاهرة.

وعقب د. محمد العوضي في الجلسة الأولى بضرب عدة أمثلة واقعية، تكشف لنا عمق هذه المشكلة، مشيرا إلى أن هناك مشكلة في الاعلام والصحافة، وان الصحافي سواء كان في جريدة أو كاتب زاوية محكوم بعدد الكلمات والجريدة محكومة بسرعة الخبر والوصف الدقيق، وأن هذه مشكلة لابد من الوقوف عندها.

وتناول عدة محاور منها قضية سيد قطب والفكر الإرهابي، قضية الولاء والبراء، المعتقلات وحقوق الإنسان ثقافة الاستشهاد وحرمة قتل الأبرياء وغيرها من الأمور.

كما عقب المستشار سالم البهنساوي مدافعا عن جماعة الإخوان المسلمين بأنها صاحبة منهج وتدافع عنه، وأن التيارات الإسلامية التي لا تحترم الآخر لا تفرق بين جماعة تتكلم في أمور العقيدة الواضحة والحكم القطعي وأمور لا تقبل فيها الخلاف وهناك من يفتي ويتكلم من دون علم.

وعقب د. محمد عبد الغفار الشريف عن التطرف الديني وعلاجه، وأنه لا يختص بدين أو أمة، فالأديان كلها جاءت برسالة واحدة، ولو عدنا إلى الأفكار المطروحة فسنأخذ من التراث ما يتوافق مع عصرنا.

Scroll to Top