كان لقرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إحياء شعيرة التكبير في كل مساجد الكويت رد فعل بعث السعادة والسرور لدى الجميع. وأكد علماء الشرع أنه قرار صائب وحكيم يسعد الجميع ويشعرهم بفرحة العيد وهم في بيوتهم، فماذا قالوا؟
يقول د.خالد المذكور: إذا ثبتت رؤية هلال شوال فيستحب ليلة العيد التكبير والتهليل والتحميد ويستمر إلى صبيحة يوم العيد إلى موعد صلاة العيد في حدود الساعة الخامسة وسبع دقائق صباحا ولعدم إقامة صلاة العيد في المساجد للاحترازات الطبية فقد أثنيت على أمر وزير الأوقاف المؤذنين بالتكبير والتهليل بعد أذان الفجر بقولهم الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد. كما آمل من وزير الإعلام أن يأمر المسؤولين في التلفزيون والإذاعة ببث التكبير ليلة العيد تحفيزا للناس في البيوت وحثهم على التكبير والتهليل طبقا لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
خير وإحياء لسنة التكبير
ويرى د ..راشد العليمي أن هذا القرار الصادر من وزارة الاوقاف بالسماح بالتكبير والتهليل والتحميد في جميع مساجد الكويت قبل شروق شمس عيد الفطر فيه خير وبركة وتذكير بالعيد وهو إشعار الناس بقدوم الفرحة والبهجة وفيه ايضا احياء لسنة التكبير لدخول العيد، واعتبر أنها مبادرة كريمة طيبة ليس كما يظن الناس أن فيها تكبيرا جماعيا فهي ربما من شخص داخل المنزل وذلك لإدخال البهجة والسرور عليهم من خلال هذا التكبير، ربما كان الإنسان ساهيا ولإيقاظ من كان نائما وتذكيره بصلاة الفجر قبل شروق الشمس. وجزاهم الله خيرا على منع الصلاة في المساجد حفاظا على صحة الناس من التزاحم خشية انتشار المرض.
ولفت إلى أن حكم الحاكم في أمر اجتهادي يعتبر إلزاما للبقية بقدر الإمكان، وهذا الحاكم الآن ممثل في وزير الأوقاف يجتهد في أمر فيه مصلحة للجميع ولم يخالف الشرع وليس فيه اي بدعة ولا من الامور المحدثة ولكن لإظهار الفرحة والبهجة وإعلان أمر عظيم في ظل هذا المرض المتفشي، فيه إحياء للمشاعر وخاصة أن هذا الأمر لن يتكرر كل سنة ولكن له ظروفه الخاصة الآن.
خطوة موفقة
ويؤكد د.جلوي الجميعة أن قرار الوزير قرار مستحق وهو استجابة لمطالبات عديدة من المواطنين، ففيه بث روح التفاؤل والطمأنينة في نفوس الناس، ونشر لفرحة العيد، حيث إن فرح المسلمين بالعيد من السنن التي حث عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، آملين أن تمهد هذه الخطوة لفتح المساجد أمام المصلين لجميع الصلوات في القريب العاجل، ورفع الله هذه الغمة عن بلاد المسلمين وعن العالم أجمع.
يوم فرح
ويقول د.محمد نايف إن العيد يوم فرح وطاعة، ويستحب للمسلم التكبير في عيد الفطر من ليلته حتى صلاة العيد ولقوله تعالى (وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، وقرار وزارة الأوقاف قرار موفق وموافق للسنة وفيه إحياء لهذه الشعيرة وتعظيمها قال تعالى: (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، فإنه يسن للمسلم الجهر بالتكبير في عيد الفطر من ليلة العيد حتى صلاة العيد، وكم نحن بحاجة في مثل هذه الظروف وانتشار الأوبئة الى تعظيم الشعائر مثل التكبير والصدع به، والعيد يوم فرح وطاعة وبهجة في إكمال شهر الصيام فينبغي التكبير في المنازل والحرص على سنن العيد مثل لبس أحسن الثياب وأكل تمرات قبل صلاة العيد وصلة الرحم والإحسان إلى الفقراء والجيران.
شعيرة إسلامية
ويرى د.بسام الشطي أن هذا القرار أو المقترح جيد لأن الله عز وجل يقول (وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)، وكان الصحابة يكبرون في المسجد وفي الطرقات والنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب في طريق يكبر واذا رجع ايضا يسلم على الصحابة رضي الله عنهم حتى عثمان بن عفان، قياسا على هذا، لما كان في السوق كان يدعو الناس ليكبروا. وتظهر هذه الشعيرة ويعتز بها المسلم ولا شك أن تكبير الله سبحانه من الذكر المشروع في عيد الفطر وعيد الأضحى. وكانوا يصلون من بعد صلاة الفجر إلى صلاة العيد دون توحيد الصوت
ويقول د.سعد العنزي: يسن شرعا التكبير والتهليل قبل صلاة العيد فرادى ويسن رفع الصوت، وإنما الخلاف في التكبير الجماعي في العيد بصوت واحد قبل دخول الإمام للصلاة كما يحدث كل عام في صلاة عيد الفطر، فمنهم من أجازه ومنهم من منعه، يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله «والذي يظهر أن التكبير الجماعي في الأعياد غير مشروع، والسنة في ذلك أن الناس يكبرون بصوت مرتفع، كل يكبر وحده»، ومنعه أيضا من المعاصرين الشيخ الألباني، رحمه الله، والحاصل أن التكبير والتهليل قبل صلاة العيد من السنة، ورفع الصوت فيه جائز فرادى كل بصوته لكن دون توحيد الصوت بين مجموع المصلين، وهذا الذي تميل إليه النفس.
التكبير الجماعي
ويقول الشيخ فواز البرازي: هذه مبادرة طيبة من وزير الأوقاف د.فهد العفاسي بقرار إحياء شعيرة التكبير في ليلة وصبيحة عيد الفطر في المساجد اثناء ازمة وباء كورونا، وهذا القرار سيكون له أثر كبير في نفوس المسلمين، خاصة في صبيحة العيد من نشر الطمأنينة والتفاؤل وحسن الظن بالله جل جلاله، ويشجع الأسر في بيوتهم على إحياء سنة التكبير خاصة في زمن وقف العالم عاجزا أمام مخلوق صغير من أقدار الله عز وجل، وانتشر الرعب والفزع والكرب والضيق بينهم، والمؤمن يستشعر في تكبيره أن الله جل جلاله أكبر من أن ندرك أسرار قدره وأكبر من أن يخرج أحد عن مشيئته في ملكه، في مذهب الحنابلة قال ابن النجار الحنبلي: «وسن التكبير المطلق وإظهاره والجهر به ليلتي العيدين وصفته مشفعاً: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد». ولا بأس أن يكون تكبير الأسرة في البيت جماعيا اي بصوت واحد حسن يظهر ويبرز جمال شعيرة التكبير وحتى لا تتداخل الأصوات فتكون مؤذية للمستمعين ومؤدية للتشويش على المكبرين في أفكارهم فيفوت مقصود الشرع، ومن فوائد التكبير الجماعي تعليم الجاهل وتذكير الناس وتشجيع الخجول وتربية الصغار.
لفتة كريمة
ويقول الشيخ عبدالرحمن السماوي: هذه لفتة كريمة ليعيش الناس جو العيد وأيضا إشعارا لشعائر الله عز وجل، وهذا عيد وعلى المسلمين في بيوتهم أن يكبروا منذ علمنا أن غدا عيد الفطر (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، والناس في بيوتهم يصلون العيد في بيوتهم ويكبرون ويفرحون بالعيد