بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد..
فأتقدم بالشكر الجزيل إلى النادي العلمي الكويتي إدارة وأعضاء على دعوتهم الكريمة وعلى تنظيم هذا البرنامج الذي يحمل شعار الاحتفال بيوم الطفل العربي وهو “حق الطفل في الحماية من الإيذاء النفسي والبدني”.
وعندما نتناول هذا الموضوع من الناحية الشرعية نجد أن الشريعة الإسلامية اهتمت اهتماماً كبيراً بالطفل وحقوقه وحمايته وتهيئة الأجواء من حوله ماديا ومعنويا؛ لكي ينشأ الطفل وهو متوازن في عاطفته ونفسيته وعقله وبدنه مما يعود على المجتمع بخير كبير في أجياله المتعاقبة.
وعرف فقهاء الشريعة الصغر بأنه وصف يلحق بالإنسان منذ مولده إلى بلوغه الحلم فإذا بلغ زال عنه هذا الوصف، وهذا الوصف مأخوذ في اللغة من قلة الحجم أو السن فمن قل حجمة أو سنه فهو صغير، والصغر ضد الكبر.
وقسم الفقهاء الصغر إلى مرحلتين وهما مرحلة عدم التمييز ومرحلة التمييز وتبدأ مرحلة عدم التمييز منذ الولادة إلى سن التمييز.
أولا: تسميته باسم مستحب فمن حق الطفل أن يسمى باسم جميل مستحب لكي لا يتأذى نفسيا باسمه إن كان قبيحا، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول “إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم” ولا شك أن الصغير يتأذى نفسيا حينما يسمى باسم قبيح أو باسم ساخر ويظهر هذا الإيذاء النفسي عندما يناديه أقرانه بهذا الاسم القبيح في بيته أو مدرسته ويضطر الآباء بعد ذلك أن يغيروا أسماء صغارهم، وقد أخرج الامام مسلم في صحيحة “أن ابنة لعمر رضي الله عنه كانت يقال لها عاصية فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة”.
ثانيا: حق الرضاع، وهذا الحق للصغير منذ ولادته إلى السنتين من عمره يقول الله تعالى “والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها، لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده”.
ثالثا: حق الحضانة والقيام بشؤونه كلها، وفي حالة الفراق بين الزوجين تكون الحضانة للأم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لامرأة تقول له “يا رسول الله إن ابني هذا كان بطني له وعاء، وحجري له حواء، وثدي له سقاء وزعم أبوه أنه ينزعه مني، فقال عليه الصلاة والسلام أنت أحق به ما لم تتزوجي”.
والمرحلة الثانية في الصغر مرحلة التمييز، وتبدأ هذه المرحلة من قدرة الصغير على التمييز بين الأشياء ويكون له ادراك وقد تدل على التمييز أمارات التفتح والنضوج فقد يصل الصغير إلى مرحلة التمييز في سن مبكرة وغالبا ما يكون هذا التمييز في سن السابعة أو بداية الثامنة من عمره وتنتهي هذه المرحلة بالبلوغ.
وحماية للصغير من الضياع والتشتت مما ينعكس عليه نفسيا وبدنيا أوجبت الشريعة على ولي الصغير تعليمه وتأديبه.
حق الصغير في الحماية من الإيذاء النفسي والبدني على وجه الخصوص:
- الايذاء النفسي.
- الايذاء البدني.
- الضرب.
- العمل الشاق.
- حماية الصغار في الإسلام.