العادات والتقاليد التي تهدد الزواج في المجتمعات العربية

الأخت الفاضلة أسماء الرويشد المحترمة

رئيسة تحرير مجلة الفرحة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..

فأشكركم جزيل الشكر على إشراكي معكم بالتحقيق الذي أجريتموه حول العادات والتقاليد التي تهدد الزواج في المجتمعات العربية ومنها ما ذكرتموه في الرسالة من العادات والتقاليد وطلبتم مني موقف الإسلام من هذه العادات، وكيف نواجه هذه العادات ونُحِدُّ منها.

أقول – وبالله التوفيق – إن موقف الإسلام من هذه العادات متفاوت بين التحريم والمنع والجواز بشروط.

فغلاء المهور لا يحرمه الإسلام؛ لأن تحريمه يوقع في حرج باعتبار أن في بعض الأوساط يعتبرون أن غلاء المهر تعبير عن الحب والاعزاز للزوجة، كما أن غلاء المهر ورخصه يختلف باختلاف البينات غنى وفقرا، فقد يأتي رجل غني يخطب امرأة في وسط فقير فيعطيها مهرا هو في بيئته مناسب ولكنه في بيئة المرأة غال وهكذا، فالتحريم فيه حرج.

ولكن الإسلام يفضل عدم غلاء المهور ويدعو إلى الاعتدال في إعطاء المهور، والتوسط فيه حسب ظروف كل بيئة، وهذا ما يعبر عنه الفقهاء بإعطاء مهر المثل ويقصد فيه المرأة في مثل بيئتها ومستواها وقريناتها من قريباتها كأختها مثلا أو عمتها، وذهب الفقهاء إلى استحباب عدم المغالاة في المهور لما روت عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ تَسْهِيلُ أَمْرِهَا وَقِلَّةُ صَدَاقِهَا” وقال صلى الله عليه وسلم “خيرهن أيسرهن صداقا”.

والمغالاة في المهور قد تدفع الشباب إلى الاحجام عن الزواج مما يترتب عليه مفاسد كثيرة، فنكون بذلك قد عسرنا الحلال ويسرنا الحرام.

أما عن الزواج المبكر في بعض البلاد، فينبغي أن نعرف المقصود بالزواج المبكر عندهم، علما بأن كثيرا من قوانين الأحوال الشخصية في البلاد العربية حددت سن الزواج عند الشباب إناثا وذكورا، ولا يصدق عقد الزواج ولا يوثق التوثيق الرسمي إذا كان الزوجان دون سن الزواج في القانون.

فإذا كان المقصود بالزواج المبكر عقد القرآن دون سن البلوغ عند الزوجين فهذا لا يعتبر شرعا.

Scroll to Top