البرامج التلفزيونية في رمضان تتنافى وروح الصيام | يجوز التداوي من السحر بالقرآن والرقى الشرعية

كتب مهدي عبد الستار

دعا فضيلة الدكتور خالد المذكور المسلمين إلى تجديد التوبة مع الله واستنهاض الهمم خلال شهر رمضان الكريم، وأشار د. المذكور في المحاضرة التي ألقاها في رابطة هيئة التدريب بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي بعنوان “كيف تستقبل رمضان” أن لهذا الشهر الفضيل خصائص كثيرة ليست في سواه من الشهور ومنها: نزول القرآن فيه وهو الدستور الشامل الكامل للأمة الإسلامية.

وأضاف د. المذكور أن في هذا الشهر ليلة القدر العظيمة التي نزل فيها القرآن، وبه يعيد الإنسان استشعار حلاوة الإيمان والقرآن ومصاحبته في أيامه التي نزل فيها، وفي القرآن ما فيه من الخير العميم والفضل الكبير، والله به عليم، وأن الواجب على المسلم قراءته حتى يسمو بروحه كما أن الخاصية الثانية لرمضان هي الصيام.

واستطرد د. المذكور: الصيام كشريعة قديم، لكنه يختلف في كيفيته ومدته من أمة إلى أمة، وقد يكون امتناعا عن الطعام والشراب أو صياما عن الكلام أو عن نوع من الأطعمة والاشربة أو ما شابه ذلك.

وبين أن هناك فرقا بين من يصوم لله تعالى وبين من يصوم لحاجة طبية، وانه يجمع بين المنفعة المادية والطاعة الربانية، والكثير من التشريعات الإلهية حوت في مضمونها فوائد مادية أو حياتية كثيرة.

وقد جمع الصيام كل خصائل الخير ويكون الواجب فيه صيام الفريضة، أو صيام النذر، أو صيام الكفارات، أو قضاء الدين من الأيام التي افطرها بعذر شرعي.

وشدد على ضرورة قضاء ديون الصيام قبل حلول الشهر الجديد للصوم، ولا يشرع من عليه أيام من رمضان في صيام نافلة حتى يقضي ما عليه.

وقال: أما الصيام في غير هذه الحالات فهو مندوب أو مستحب وقد يكون فيه تدريب على الاستقامة كما يتدرب الصبيان على الصلاة فتسهل عليهم عند بلوغهم ومن التدريب أيضا النوافل والسنن في الصلاة والصيام وهذه النوافل تحفظ الواجبات وتجبرها من الخلل.

وأضاف: أن رمضان في صيام نهاره وقيام ليله لو جمعت ساعاته والطاعات التي تقدم فيها لوجدتها قليلة، بل وقليلة جدا، ولذلك كان من الصيام المستحب أيضا ستة أيام من شوال ويوم عاشوراء ويوم عرفة، وثلاثة أيام من كل شهر، وغير ذلك.

وأوضح المذكور أن الصيام الذي فرض على الأمم السابقة كان مختلفا عن صوم رمضان وان اول ما فرض من الصوم على المسلمين كان صيام يوم عاشوراء ثم جاء فرض صوم شهر رمضان الواجب، وتحول صيام عاشوراء إلى نافلة.

وأضاف: أما المزية الثالثة في رمضان فهي وجود ليلة القدر فيه التي تعدل عبادة الف شهر في ما سواها من الأيام.

ويشرع في رمضان القيام والاعتكاف وكثرة الذكر وقراءة القرآن وهي أعمال تنمي في النفس التقوى والمراقبة لله عز وجل، ثم يكون فيه الزكاة التي تطهر البدن وتزكي الانفس وليس لليلة القدر علامة كما يقول بها الناس من العوام من رؤية أو طاقة أو نور ونحوه، بل تكون اشراقات في النفس وسمو في الروح، إضافة لما وصفه الرسول r من أوصافها، ويرى فيها العبد الكون بنظرة تختلف عن نظرته له في باقي أيام السنة، ويحدث شعور بالانسجام مع الكون، وينفث الخير في روعه فتتغير صفاته في أمور كثيرة بعيدا عن النظرة المادية.

واستطرد د. المذكور قائلا: تأتي بعد ذلك المزية الرابعة وهي الزكاة والاعتكاف والتي يطلق عليها زكاة الابدان وهي طهر للصائم من النسيان أو مما اعتراه من الشوائب والمخالفات في صومه، ويتضح لنا بعد ذلك أن رمضان حوى كل صفات الخير فزيدت الصلاة في القيام، وتذكر الشهادة كثيرا، ويقرأ القرآن ويرتل، ويتحول الصيام إلى واجب شهرا كاملا من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وكذلك العمرة في رمضان التي تعدل حجة مع الرسول ﷺ .

وأما بالنسبة للزكاة فالصدقات والإحسان وزكاة الفطر وتفطير الصائمين واطعام المساكين وغيرها من أمور الخير.

ولا بأس بزيادة الموائد أو التنوع في الأصناف من غير اسراف والتزاور وصلة الأرحام والاكثار من أعمال البر والخير.

ومن السلبيات التي يقع فيها البعض من المسلمين كثرة السمر، وتأخذ وسائل الإعلام جانب اللهو مثل الفوازير والمسلسلات والبرامج، وغير ذلك مما يتنافى مع روح رمضان، وان كان لها من الإيجابيات الكثير.

وكذلك من السلبيات ما يطرأ على الناس من الكسل والخمول وقلة العمل، وهذا يتنافى مع أصل الصوم علما بأن الإنسان المفروض ان يظهر عكس ذلك من الخفة والنشاط والزيادة في الأعمال وليس العكس.

وطالب د. المذكور بالتفريق بين الأعراف الحميدة والأعراف التي ليست من الشريعة ولا من رمضان في شيء والتي يقع فيها الكثير من الناس، وبين فضيلته سماحة الإسلام في الصيام فقال: أن المعروف ان الصيام امتناع عن أمور لا تنفك عنها النفس في الحياة، ومع ذلك عندما يأتي التشريع الإلهي بالصيام، وعندما بدأ الحديث عن أحكام الصيام يبدأ قوله “أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم” وهذا يدل على سماحة المنهاج، وقوله تعالى “وكلوا واشربوا” وهذه معان عظيمة في السماحة ورفع الحرج في فرض وركن يمنع الإنسان عن مقومات الحياة من المأكل والمشرب ومباشرة الزوجة، وهذا يدل على السمو الروحي في فريضة الصوم.

والصوم يعالج الجروح في النفس فيطلب من المسلم الصائم التسامح مع الناس حتى مع من سابه أو شاتمه، والكل يعرف حديث “أني صائم”.

وقال: لو أن هناك اعلانا عن دورة تدريبية للموظفين أو الطلاب وفيها ميزات فأننا سنجد تنافسا بين المتقدمين للالتحاق بهذه الدورة والأولى في التنافس أن يكون في مثل هذه المواسم.

وأضاف: أن الله رفع الحرج عن المسلمين في أحكام الصيام، وخاطب الناس بمستحبات النفس، ولم يخاطبهما بما تكره في الصوم حتى حفز على الصيام وهو يقول عنه: “أياما معدودات” واستطرد في الآيات فيذكر الرخص التي أجازها الله سبحانه لأصحاب الاعذار من الصيام في أيام أخرى أو الفدية وغير ذلك من الرخص التي بينها الله تعالى.

وطالب المذكور المسلمين الاقبال على الله في هذه الأيام بقراءة القرآن وكثر الذكر والطاعات والتزود بأعمال البر والخير والإحسان، وأجاب عن سؤال عن حكم الصيام دون صلاة أو الصلاة في رمضان فقط أن رمضان بالنسبة لأمثال هؤلاء عادة لا عبادة، وإلا لماذا يتركون فريضة الصلاة؟

وعن حكم الشعوذة والدجل والتنويم المغناطيسي والذهاب إلى هؤلاء الأشخاص، أجاب د. المذكور: لاحظت أن بعض القنوات الفضائية تخصص ندوات السحر والشعوذة وهذه مسألة قديمة حديثة حتى في الأفلام العلمية إذ نجد فيها السحر والشعوذة، وقد وردتني رسائل كثيرة بهذا الخصوص ولابد أن نعرف أن هناك فرقا بين السحر والمعجزة فالسحر يتوقف على التلاعب بأحاسيس الرائين بعكس المعجزة كما حدث مع موسى u مع السحرة إذ تحولت عصاه إلى حية تأكل كل ما فعله السحرة.

وكل انسان بداخلة قدرة، وليست كل هذه القدرات سحرا والقرآن ربط هذه القدرات بإيمان وعقيدة راسخة بأن كل مقاليد الكون في يد الله عز وجل ولا يملك الضر والنفع إلا الله وحده، وعلى المسلم أن يتيقن تماما أن كل شيء بيد الله وقدرته وقدره ولا يحدث شيء في ملكه بغير مراده ولا بأس من الذهاب إلى من يقرآن القرآن ويرقي الرقي الشرعية اما الطلاسم والانحراف عن العقيدة فلا يجوز قطعا.

وانصح بالاستعصام بالله واللجوء إلى الله وقراءة القرآن والالتزام بالأدعية والذكر في كل شيء وكل هذا يحفظ به الله الانسان ولا يستطيع ان يتسلط عليه الشيطان.

وعن مسألة التأمين على الحياة فقد تناولها بعض علماء الشريعة، وقال بعضهم بحرمة التأمين على الحياة والتأمين على الشركات ضرره أكثر من نفعه، وقد ناقشنا في اللجنة العليا في الفترة الماضية قانونا للتأمين التكافلي وسيصدر قريبا من لجنة تطبيق الشريعة ان شاء الله، وحول حكم ترك العامل لأسرته والقدوم للعمل أوضح أن الواجب التسهيل وتيسير القيود التي تفرض على جمع شمل الأسرة، وان هذه أمور تتحدد بظروف كل إنسان على حده وتقدر كضرورة لها قدرها.

Scroll to Top