شهر رمضان تُغسَل فيه القلوب من الذنوب

شهر رمضان شهر يمن وبركة تتنزل فيه من السماء النفحات وتضاء البيوت بنور القرآن، علينا استقباله بتفاؤل وحب وصلة أرحام ومراقبة الله عز وجل في كل وقت في السر والعلن، فكيف نستقبله هذا العام ونحتفي به بعد أن مررنا رمضان الماضي ونحن قابعون في بيوتنا لا نسمع إلا صلوا في رحالكم.

عن استقبال الشهر الكريم، يحدثنا الدعاة فيقول د. خالد المذكور: قال تعالى في كتابه العزيز: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه) فهو شهر العبادة وشهر الاستقامة وشهر المساجد منّ الله على المسلمين وأنعم عليهم بشهر رمضان المبارك واحتضنه بفضائل عظيمة ليرفع به درجات عباده المؤمنين، فهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم وهو شهر غفران الذنوب، وهو أحد أهم أركان الإسلام الخمسة، فانتهزوا هذه الفرصة وصوموا إخلاصا لله تعالى وتصديقا بأوامره وإيمانا بأن الصيام فريضة واجبة على كل مسلم وأن يكون الصيام نابعا من الرغبة في التقرب من الله سبحانه وتعالى.

وأضاف، لابد أن نتذكر ونتعلم من رمضان الماضي الذي كنا فيه محرومين من صلاة الجماعة وصلاة التراويح وقيام الليل في المساجد وأيضا عيد الفطر وعيد الأضحى صلينا في بيوتنا، ومع انفراجة هذا العام يعود الناس الى مساجدهم وإلى الدروس الرمضانية والى الاعتكاف تحت شروط صحية تحقيقا للسلامة.

وهذا ما يميز رمضان عن رمضان الماضي الذي كان فيه حجر وفيه صلاة في البيوت لا نسمع إلا «صلوا في رحالكم» والآن بإذن الله تعالى نسمع حي على الصلاة فلنكن من الحامدين الشاكرين ولنستقبل رمضان بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا لا تقليدا للآخرين بل تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع المحرم، فينبغي أن نحافظ على آداب الصيام والزيادة في أعمال الخير فقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعون أن يتقبله منهم، كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والنميمة والكذب، وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن، كما كانوا يبذلون العطاء للفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وإفطار الصائمين، فينبغي أن نقتدي بهم وأن ننظم أوقاتنا حتى لا تضيع منا هباء خصوصا أن أوقات شهر رمضان لا تعوض ولا تقدر بثمن وعلينا استقبال رمضان بتصفية الخلافات وصلة الأرحام وأن يراقب المسلم الله تعالى في كل أوقاته في سره وعلانيته.

من جهته، قال الشيخ د. أحمد الكوس: كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل رمضان بالبشر والترحاب وكان المسلمون يتنافسون في الطاعات وتقديم الخير فهو موسم للتقرب إلى الله تعالى بالصيام والقيام والذكر وقراءة القرآن والاستغفار والصدقة والتحلي بحسن الخلق، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب دعا الله أن يبلغه شهر رمضان، فيقول: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان» فعلى كل مسلم أن يشمر عن ساعد الجد والاجتهاد وأن يعلن توبته لقوله تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) وعلينا بالدعاء وشكر الله تعالى على نعمه العودة إلى المساجد والصلاة فيها، فلنعزم على اغتنام الشهر بالأعمال الصالحة والعزم على ترك السيئات والتوبة الصادقة من جميع الذنوب، فهو شهر التوبة أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار، فهنيئا لمن بلغه الله عز وجل رمضان.

Scroll to Top