الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه المبين “لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله، وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون”. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: الأخت الفاضلة دلال أحمد بشر الرومي رئيسة جمعية الرعاية الإسلامية أيها الاخوات، ابنائي وبناتي.. يسعدني ويسرني ويشرفني أن أحضر حفل تكريم المتسابقين في مسابقة مرزوق عصام محمد البحر رحمه الله لحفظ القرآن الكريم وتجويده. وأشكر جمعية الرعاية الإسلامية على احتضانها لهذه المسابقة المتعلقة بكتاب الله سبحانه وتعالى الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. ولا شك أن أحسن ما يفوز به الإنسان في هذه الحياة الدنيا معرفة القرآن الكريم وتلاوة وتجويدا يرطب به قلبه ويلين به لسانه وترتفع به درجاته في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وإن خير ما يدخره الإنسان في دنياه لآخرته معرفة أحكام الله في كتابه الكريم ولا يكون هذا إلا بالمداومة على قراءة القرآن وحفظ آياته وحسن ترتيله وبيان تفسيره. إن الله سبحانه وتعالى تعبدنا بالقرآن فجعل قراءته في الصلاة فرضا يقول صلى الله عليه وسلم “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب، وفي رواية أم الكتاب” وجعل قراءة آيات ….. غير الفاتحة سنة مؤكدة بعد الفاتحة، فالقرآن الكريم ينتظم صلاة المسلم خمس مرات على الأقل في اليوم والليلة. …… الله تعالى إلى قراءة القرآن في كل وقت وحين وفي كل حال من الأحوال في الليل والنهار وجعل من الذكر الدائم يقول تعالى “الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم” فجعل من الذكر قراءة القرآن. أيها الاخوة: إن الله سبحانه وتعالى تكفل بحفظ القرآن فقال تعالى “إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون” وتم هذا على مدى التاريخ الإسلامي. وليس شيء أكثر حفظا للقرآن من الصدور بالإضافة إلى الكتاب بالسطور وقد تنوعت وسائل حفظ القرآن الكريم حسب تقدم الأمم وحسب …. المتطورة وهذا تحقيق لحفظ الله سبحانه. وقد كانت الكويت سباقة إلى إظهار وتقدير حفظة القرآن الكريم، فكنا في الماضي يحتفل احتفالا كبيرا بحافظ القرآن ويلبس حلة …… ويفاخر به بين الجيران وكانت هناك التحميدة: “الحمد لله الذي هدانا … للدين والقرآن واجتبانا سبحان من خالق سبحانه … بفضله علمنا القرآنا” وفي هذا العصر تفخر الكويت كذلك بالتنافس على حفظ القرآن وترتيلة والعناية به وإظهاره بالمسابقات والجوائز وغير ذلك من الوسائل. اللجنة الاستشارية: واتقدم إلى عائلة مرزوق عصام محمد البحر رحمه الله على تخصيص الجوائز لحفظ القرآن الكريم سائلا الله أن يتغمده برحمته ورضوانه وأن يجعل القرآن الكريم شافعا يوم القيامة. وأدعو الله أن يكون القرآن الكريم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا وذهاب غمنا وأن يجعله شاهدا لنا لا شاهدا علينا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..