بمناسبة افتتاح المبنى الجديد للجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال أحكام الشريعة الإسلامية.
أخذت هذا العنوان الذي قاله أهل اللغة موضوعا لهذا العدد الخاص من نشرة الأمل بمناسبة افتتاح المبنى الجديد للجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال أحكام الشريعة الإسلامية.
وعندما تعود بي الذاكرة إلى شهر ديسمبر سنة 1991 سنة التحرير بعد أن تفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظة الله بإصدار مرسوم إنشاء اللجنة، ورسوم تعيين أعضائها، أدركنا المهمة الجليلة والضخمة في استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، وإذا كان مرسوم اللجنة قد نص على أن مهمة تهيئة الأجواء لاستكمال التطبيق فإنه ينبغي تهيئة الأجواء لعمل اللجنة، واجتماعاتها، ووضع تصوراتها، وخططها.
وكانت البداية طاولة اجتماعات ملحقة بمكتب سعادة الأخ الفاضل محمد صقر المعوشرجي وزير الأوقاف الأسبق، وتفريغ سكرتير بحفظ ملفات اللجنة ومحاضرها، وذلك بعد استئذان معالي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح وزير شؤون الديوان الأميري باعتبار أن من أعضاء اللجنة بشخصه لا بصفته الدكتور عادل الفلاح وكان وكيلا مساعدا آنذاك في وزارة الأوقاف.
ثم رأينا بعد وضع التصورات والخطط وإنشاء اللجان وفرق العمل والنظرة الشمولية لاستكمال التطبيق في جميع المناحي وهذه زيادة في المعنى يجب أن تقابلها زيادة في المعين، فتم استئجار مبنى صغير في منطقة قرطبة تفضل حضرة صاحب السمو أمير البلاد بافتتاحه في أكتوبر سنة 1992.
وقد كان ذلك المبنى الانطلاقة الأولى لعمل اللجنة وتنظيم لجانها وفرق عملها وأمانتها العامة بعد صدور مرسوم بتعيين أمين عام لها، وإقامة ندواتها وورش عملها الصغيرة، واكتمال إدارتها، والبدء بإنشاء مكتبة لها، واستمرت اللجنة في هذا المبنى إلى بداية سنة 1997.
ثم رأى حضرة صاحب السمو -حفظه الله- أن تكون هذه اللجنة دائمة مستمرة، ومع توسع عملها وكثرة الوفود عليها من خارج الكويت وللاستفادة من مكتبتها الكبيرة وأبحاثها وهذا زيادة في المعنى كذلك احتاجت اللجنة إلى زيادة المبنى، فتم استئجار مبنى كبير في منطقة الجابرية منذ شهر مارس 1997 إلى شهر مايو 2005، وبعد ذلك أمر حضرة صاحب السمو أن تخصص أرض يبنى عليها المقر الدائم للجنة، وتم في مبنى الجابرية أغلب الإنجازات التي رفعت إلى صاحب السمو، وتوسعت المكتبة حتى جاء إليها الباحثون من الكويت ومن خارج الكويت، وأصبح مقر اللجنة في الجابرية يشار إليه بالبنان من زيادة المعنى في الأبحاث والمطبوعات والندوات والمؤتمرات، وزيدت فرق العمل في اللجان وتوثقت صلة اللجنة بالأجهزة الرسمية وغير الرسمية داخل الكويت وخارجها.
وقد انتهى بناء المقر الجديد في مارس 2005 وتم الانتقال إليه في مايو 2005، ويشاء الله سبحانه أن يكون افتتاحه قبل رمضان بيوم وفي شهر أكتوبر تحت رعاية كريمة من حضرة صاحب السمو أمير البلاد وبحضور سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -حفظهما الله ورعاهما-.
والزيادتان في المعنى والمبنى والسعة الزمانية والمكانية تمتا بتأييد ومساندة وتشجيع من راعي الجنة وحاضنها حضرة صاحب السمو أمير البلاد -حفظه الله وعافاه-، وبصلة محكمة مع سمو ولي العهد، وسمو رئيس مجلس الوزراء والسلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، وفي الختام نقول: اللهم أنزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.