بسم الله الرحمن الرحيم
يقرر الإسلام أن صلة الإنسان بأخيه صلة كرامة ونفع وتعاون، يقول الله تعالى: “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ” فأثبت هذه الكرامة وصفا للإنسان بقطع النظر عن دينه ولغته وجنسه، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله”.
وتقوم آداب الإسلام على اعتبار التعاون مع الناس أساسا لهذه الآداب، فروح الشريعة مكارم الأخلاق؛ لقوله صلى الله عليه وسلم “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” وروح مكارم الأخلاق هو التعاون مع الناس على الخير والإحسان إليهم، وإسداء النصح والمعروف لهم، وكل عمل فيه خير للنفس وللناس هو في الإسلام بر وتقوى يقول تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
ومظاهر التعاون على البر والتقوى كثيرة، منها: بذل الأموال، والأوقات، تطوعا لمنفعة إنسان عاجز، ماديا، أو جسديا، أو معنويا.
والتطوع نوع من الإحسان الذي أمر الله به يقول تعالى: “إن الله يأمر بالعدل والإحسان” ويقول تعالى: “وأحسن كما أحسن الله إليك”.
والإحسان الذي ينشده الإسلام لا يقف عند حد معين، وليس خاصا بمكان دون مكان، أو زمان دون زمان، بل كل ما قُصِدَ به وجه الله و،حده فهو الذي يأمر به الإسلام ويعترف به يقول تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا}.
وسبل الخير متعددة متنوعة، والتقرب إلى الله سبحانه يكون لجميع الناس غنيهم وفقيرهم، متعلمهم وجاهلهم، وكل مُيَّسَرٌ لما خُلِقَ له.
ومن أهم أعمال المعروف التطوع؛ لرعاية أصحاب الاحتياجات الخاصة جسديا برعايتهم ومساعدتهم والقيام بشئونهم، والتفكر في خلق الله سبحانه وتعالى والتدبر بحالهم وأخذ العظات والعبر من مخالطتهم مما يعود على النفس الإنسانية بالإيمان والبر والثواب والأجر الجزيل من الله سبحانه وتعالى.
وهو نوع من التكافل الاجتماعي الذي يدعو إليه الإسلام.
وفائدة التطوع ترجع إلى المتطوع نفسه؛ مرضاة لله تعالى، ومحبة الناس له، واطمئنانا قلبيا وإيمانا عميقا، وإنها لفائدة لا ينالها إلا المقربون إلى الله تعالى.
د. خالد المذكور